تفجرت مؤخراً فصول واقعة إنسانية مؤلمة أثارت موجة من الغضب والاستنكار، بعدما فوجئت عائلة مغربية تنحدر من ضواحي بني ملال بتسلم جثمان امرأة مجهولة الهوية، عوض جثمان ابنها الراحل الذي كانت تنتظر وصوله من إيطاليا لدفنه بموكب جنائزي يليق بذكراه.
العائلة التي كانت تستعد بكل التفاصيل لتشييع فقيدها، استلمت النعش من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بكل ما تقتضيه الإجراءات، لكنها حين فتحت التابوت داخل بيت العزاء، تلقت صدمة موجعة، إذ أن الجثة لا تعود للراحل، بل لسيدة لا تمت لهم بصلة.
هذا الخطأ الفادح، الذي لم تُعرف لحد الآن الجهة المسؤولة عنه، أدخل العائلة في حالة نفسية مزرية، وتحول الحزن على وفاة ابنهم إلى جرح جديد من الغضب والذهول.
عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وصفوا الحادث بـ”الإهانة لكرامة الموتى”، منتقدين ما اعتبروه تراخياً خطيراً في تدبير ملفات الجالية المغربية، خاصة في لحظات دقيقة كإعادة جثامين المتوفين.
ورغم حجم الواقعة، لم تُصدر إلى حدود اللحظة أي جهة رسمية بياناً يوضح كيف حصل الخلط، أو الإجراءات التي ستُتخذ لتصحيح الوضع، غير أن مصادر متطابقة ترجّح أن يتم فتح تحقيق رسمي لتتبع مسار عملية الشحن والتسليم، سواء من الجانب الإيطالي أو في مطار الدار البيضاء.
الحادث يعيد طرح إشكاليات تدبير عمليات ترحيل الجثث من الخارج، ويكشف عن ثغرات تنظيمية خطيرة في التنسيق بين المؤسسات القنصلية، شركات النقل الجوي، والجهات الجمركية، ما يستدعي إعادة النظر في منظومة بأكملها تراعي حرمة الموتى ومشاعر أسرهم.

