تحوّلت رحلة جوية روتينية بين فالنسيا وباريس إلى ساحة مواجهة حادة بين طاقم طائرة شركة “فويلينغ” الإسبانية ومجموعة مكوّنة من حوالي خمسين طفلًا يهوديًا، بعد أن أقدم هؤلاء الأطفال على ترديد شعارات علنية وصفت بأنها “تحريضية وتدعو إلى الإبادة”، في إشارة واضحة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي التفاصيل، وقع الحادث يوم أمس الأربعاء 23 يوليو 2025، حين شرع الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، في ترديد أغانٍ وشعارات ذات مضمون سياسي حاد، وسط استنكار بعض الركاب ورفض طاقم الطائرة لتحويل الرحلة إلى منبر دعائي لصالح آلة الحرب.
مصادر تحدثت عن تكرار عبارات من قبيل: “دمروا غزة” و**”احرقوهم جميعًا”**، مما دفع الطاقم للاستنجاد بالشرطة الإسبانية التي تدخلت على الفور.
وتم توثيق لحظات مروعة أثناء اقتياد المديرة المسؤولة عن المجموعة، وهي شابة في الـ21 من عمرها، بعدما رفضت تسليم هواتف الأطفال واحتجت بشدة على محاولة الشرطة حذف مقاطع الفيديو التي توثق ما جرى.
من جهتها، ردّت شركة “فويلينغ” في بيان رسمي بأن قرار طرد المجموعة جاء نتيجة “سلوك غير مقبول وخطير على أمن الرحلة”، مشيرة إلى أن بعض الأطفال عبثوا بمعدات الطائرة وتجاهلوا تعليمات الطاقم، بل وواصلوا تصرفاتهم الاستفزازية حتى بعد النزول إلى أرضية المطار.
إسبانيا، التي سبق أن أعلنت دعمها الواضح للفلسطينيين، تواجه الآن اتهامات من بعض الأوساط الإسرائيلية والجماعات المؤيدة لها، بـ”التغطية على حادث معاد للسامية”، في حين تشدّد مدريد على أن ما حدث “يتعلق بخطاب الكراهية، لا الدين”.