مراكش : عائلة سجين محكوم ب30 سنة تستغرب إقصاء ابنها من حقه في العفو الملكي

0

الكارح أبو سالم – Cap24-
كلمة “العفو الملكي” هي مرتبطة بالآمال التي يعلقها السجناء وعائلاتهم على الظفر بها بعد أن ألقى بهم القدر في غياهب السجون نتيجة أفعال جرمية تقتضي قضاء عقوبات حبسية وسجنية متفاوتة وفق نوعية الجريمة وخطورتها .
ويعتبر هذا العفو الملكي كما يدل الإسم على ذلك ، شأن بيد ملك البلاد دستوريا ، وهو أمر يجسد العلاقة بين الملك وشعبه ، وفرصة لاعادة النظر في الاحكام القضائية لتحقيق العدالة الإصلاحية واعادة الادماج الاجتماعي للمحكوم عليهم ، وفرصة لمراجعة اخلاقهم ونظرتهم للحياة داخل المجتمع .
وبناء عليه ، فالعفو الملكي هو صلاحية دستورية مخولةًللملك بصفته رئيسا للدولة ، تمكنه من اسقاط او التخفيف من العقوبات المحكوم بها على النزلاء داخل السجون المغربية ، او المتابعين في حالة سراح ، تخص المدد وكذا الغرامات .
ويختص القانون الجنائي بتحديد العقوبات موضوع العفو ، ابرزها جرائم الحق العام ، والحقوق العامة وفق معايير تهدف ضمان تحقيق العدالة بين حقوق الضحايا ومصالح المجتمع من جهة، وبين إعادة تأهيل المحكوم عليهم من جهة أخرى. ومن أبرز هذه الشروط:
الالتزام بالقانون:
لا يُمنح العفو إلا للمحكوم عليهم الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية نهائية.
حسن السلوك:
يتم اختيار المستفيدين من العفو بناءً على تقارير تُبرز حسن السلوك خلال فترة السجن.
الظروف الإنسانية:
يُنظر في حالات خاصة مثل الظروف الصحية، الاجتماعية، أو العائلية للمحكوم عليهم.
نوع الجريمة:
الجرائم الخطيرة، مثل الجرائم الإرهابية والجرائم ضد الإنسانية، عادةً ما تكون مستثناة من العفو.
ونعرض هنا لحالة يمكن القول على انها استثنائية – وفق تظلمات والدة السجين ” محمد كميلي ” المتواجد حاليا بسجن الاوداية بمراكش تحت رقم – 29240-محكوم وفق نسخ الاحكام التي توصلت بها كاب 24- بتلاثين سنة ، قضى منها لحد كتابة هذه الاسطر 22 سنة .
تضيف والدة السجين محمد كميلي ، ان ابنها بعد استكمال المعايير المعمول بها لقبول طلبات العفو ، شرعت والدته كما السجين ، في ارسال طلبات العفو كل سنة ، غير انه كان يشعر بالإحباط والصدمات إثر كل مناسبة ، حيث يعاين زملائه في الزنزانة مدانون بنفس جريمته أو أكثر ، وهم يعانقون الحرية امامه بعد استفادتهم من العفو الملكي ، كما تشير شكاية الوالدة ، إلى أن ابنها حفظ القرآن الكريم داخل السجن ، واللغة العربية ، وموصوف بحسن الخلق ، واشار غير ما مرة في طلبات العفو الموجهة إلى المسؤولين الى ندمه العميق على ماصدر منه وانه مستعد للاندماج بروح المسؤولية التي تتطلب منه الحياة .
والدته الطاعنة في السن تمني النفس برؤية ابنها قبل الرحيل ، وان تعانقه إذا عانق الحرية كباقي زملائه الذين استفادوا طيلة السنوات الماضية والذين لم تخذلهم طلباتهم كما وقع للسجين محمد كميلي الذي يتساءل عن سبب استثناءه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.