تتواصل فصول محاكمة الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، سعيد الناصري، داخل قاعة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وسط متابعة دقيقة لكل تفصيل يطفو إلى السطح في هذا الملف الذي بات يثير اهتمام الرأي العام الرياضي والحقوقي على حد سواء.
في جلسة اليوم الخميس، حضر “عبد الإله إ”، صهر المتهم الرئيسي، ليقدم شهادته أمام هيئة الحكم برئاسة القاضي “علي الطرشي”، حيث أكد منذ البداية أن علاقته بالناصري “عائلية لا أكثر”، نافياً وجود أي صراع شخصي أو مصلحة خفية تربطه بالملف.
وقال الشاهد إن تواصله مع سعيد الناصري كان في إطار القرابة العائلية، وإن زياراته المتكررة إلى **مركب بنجلون** كانت بدافع شخصي لا علاقة له بتسيير النادي، مشدداً على أنه لم يتولّ أي مهمة داخل الوداد، ولم يسبق أن كان جزءاً من طاقمه الإداري أو التقني.
وكشف عبد الإله أن الناصري كان يخصص له مبلغا شهرياً بين 3000 و4000 درهم كمساعدة شخصية، “من غير عقد أو التزام مكتوب”، موضحاً أن الأمر لا يتعدى مبادرة إنسانية من قريبه.
وعن الملف الذي يشكل محور الجدل، المتعلق بسيارات النادي التي أثارت نقاشاً واسعاً خلال أطوار المحاكمة، أوضح الشاهد أنه كان يرى بالفعل سيارات تحمل علامات “هيونداي” و“كيا” داخل المركب، غير أنه لم يكن مكلفاً بها ولا يعرف طبيعة استخدامها أو الجهة التي أدخلتها، قائلاً: “ما عنديش علاقة بالسيارات، وما كنتش مسؤول عليها نهائياً، الإدارة ديال النادي هي اللي كانت مكلفة بكلشي”.
وأفاد عبد الإله أنه شخص ذو مستوى دراسي بسيط، اشتغل سابقاً في القوات المساعدة منذ الثمانينات قبل أن يتقاعد، ليبدأ فيما بعد في مساعدة سعيد الناصري بطريقة غير رسمية.
من جهته، رد سعيد الناصري على شهادة صهره قائلاً إن الأخير “لم يكن حاضراً في أي من الوقائع محل المتابعة، ولم يشهد على تفاصيل الملف منذ سنة 2013”، معتبراً أن ما يُتداول بشأن السيارات “مبالغ فيه وغير دقيق، لأن دخولها المركب تم بطريقة قانونية بواسطة شاحنة نقل خاصة”.
وتستمر جلسات المحاكمة وسط أجواء مشحونة ومتابعة واسعة من الإعلام والرأي العام، في انتظار ما ستسفر عنه المواجهات المقبلة بين الأطراف، خاصة بعد استدعاء عدد من الشهود الجدد في واحدة من أكثر القضايا تعقيداً داخل المشهد الرياضي المغربي في السنوات الأخيرة.
