بنكيران: الحكام العرب مهددون في عروشهم ومقر حزبي قد يكون الهدف المقبل لإسـ.رائيل

0

في خطاب ناري حمل الكثير من التحذيرات والرسائل المباشرة، اعتبر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، أن ما وقع في قطر مؤخرا من استهداف إسرائيلي لقيادات من حركة حماس، يمثل لحظة فارقة تضع الأنظمة العربية أمام امتحان مصيري مع شعوبها.

بنكيران أكد أن الغارات التي طالت الأراضي القطرية في محاولة لاغتيال قياديين بارزين من الحركة، بينهم خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين، ليست مجرد حدث عابر، بل رسالة واضحة مفادها أن أي دولة أو مؤسسة عربية لم تعد بمنأى عن الخطر، مضيفا أن هذه التطورات تعني أن “الميثاق الضمني” الذي يربط الحكام بمواطنيهم بات مهددا بالانهيار إذا لم تتم حماية الشعوب والدفاع عن سيادة الدول.

ولم يتردد في وصف ما جرى بأنه انتهاك صارخ للأعراف الإنسانية الراسخة، قائلا: “منذ القدم، كان السفراء والمفاوضون محميين من القتل، أما اليوم فقد صاروا أهدافا للصواريخ”، معتبرا أن استهداف وفد تفاوضي داخل بلد عربي هو اعتداء يفوق في رمزيته أي اعتداء آخر.

رسالة بنكيران لم تقتصر على التشخيص، بل حملت توجيها مباشرا للحكام العرب، إذ قال بوضوح إن “من يظن أن أمنه أو عرشه في مأمن فهو واهم، فالهجوم على قطر يعني أن الخطر يتهدد الجميع: السعودية، الإمارات، المغرب، تركيا وغيرها” مضيفا : “إذا شعرت الشعوب أن أنظمتها عاجزة عن حمايتها، فإن الرابط الذي يجمعها بها سيتفكك حتما، وسيفكر الناس في بدائل أخرى”.

ولكي يبرز حجم التهديد، ذهب بنكيران إلى أبعد من ذلك، مؤكدا أن حتى مقر حزبه الذي يجتمع فيه من خلال الاتصال عن بعد قد يكون عرضة للقصف، في إشارة إلى أن إسرائيل لا تتورع عن استهداف أي مكان أو أي جهة.

أما بخصوص الرد المطلوب، فقد شدد على أن الاكتفاء ببيانات الإدانة لم يعد يجدي نفعا، داعيا إلى خطوات عملية مثل قطع العلاقات الدبلوماسية واستدعاء السفراء، باعتبارها إجراءات ضرورية لإثبات أن الأنظمة العربية ليست متواطئة.

وانتقد بنكيران بشدة الموقف الأمريكي الذي وصفه بالمنحاز كليا لإسرائيل، قائلا إن واشنطن وتل أبيب “وجه واحد لا يحترم المواثيق ولا يعرف معنى التحالف الحقيقي”.

وفي ختام كلمته، وضع بنكيران المسؤولية كاملة على عاتق القادة العرب، مؤكدا أنه يتحدث بصفته مواطنا وأمينا عاما لحزب سياسي ورئيسا سابقا للحكومة، قبل أن يختم بالقول: “القرار بين أيديكم، والشكوى إلى الله”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.