شهدت مدينة السعيدية، مساء أمس الاثنين، إحباط محاولة جديدة لتسلل أربعة جزائريين سباحة عبر الحدود البحرية، بعدما تمكنت عناصر القوات المساعدة من رصدهم بالمنظار الحراري والتدخل لإنقاذهم من الغرق، قبل توقيفهم والتحقيق معهم.
الواقعة التي تأتي بعد يوم واحد فقط من توقيف جزائري آخر بنفس الطريقة، تكشف مرة أخرى حجم اليأس الذي يدفع شباب الجزائر للمغامرة بأرواحهم هربا من جحيم السياسات الفاشلة للنظام الحاكم، فبدل أن يوفر الكابرانات فرص العيش الكريم، يجد مواطنوهم أنفسهم مرغمين على المخاطرة بعبور البحر نحو المغرب في مشهد مأساوي يفضح الشعارات الجوفاء التي يرفعها النظام.
ورغم أن السلطات المغربية تعاملت مع المتسللين في ظروف إنسانية، فإن تكرار هذه المحاولات يطرح تساؤلات حول مسؤولية الجزائر في ما يحدث، خاصة وأنها تنفق الملايير على شراء السلاح وتصدير الأزمات، بينما يهرب شبابها سباحة بحثا عن الأمان والكرامة.
مرة أخرى، يثبت الواقع أن المغرب لا يمثل وجهة للتهديد، بل محطة نجاة للجزائريين الهاربين من قبضة نظام لم يعد قادرا على حماية أبنائه ولا على وقف نزيف الهجرة السرية نحو الخارج.
