تزكية رسمية لمعاذ القادري بودشيش شيخا جديدا للطريقة القادرية

0

وسط أجواء روحانية مشحونة بالرمزية والانتظار، أعلنت رابطة الشرفاء البودشيشيين عن انتقال المشيخة الروحية للطريقة القادرية البودشيشية إلى الشيخ معاذ القادري بودشيش، في لحظة وُصفت بين مريدي الزاوية بأنها “تحوّل بهدوء الحكماء ونفَس السالكين”.

جاء هذا الإعلان عقب ما اعتُبر موقفًا حاسمًا من الدكتور “منير القادري بودشيش”، الذي، بعد استخارة ومناجاة كما وصف بيان الرابطة، أقر بتفويض المشيخة إلى شقيقه الأصغر، واضعًا بذلك حدًا للتكهنات التي تلت وفاة شيخ الطريقة السابق مولاي جمال الدين القادري.

في ساحة الزاوية الأم بمداغ، حيث تتقاطع الروح مع السلوك، والتقليد مع التجدد، جاء القرار بمثابة تجديد للبيعة لا باللفظ فقط، بل بالفعل والتنظيم، ضمن انتقال سلس نادر في تاريخ الزوايا، كثيرًا ما اتسم بالضبابية بعد رحيل الشيوخ المؤسسين أو الرمزيين.

البيان الصادر عن الرابطة لم يكتف بالإعلان، بل حمّل الخطوة بُعدًا شرعيًا وتنظيميًا، معتبرًا إياها “تزكية مستوفية للأركان”، واصفًا معاذ القادري بـ”القطب الرباني”، و”قرة عين القطبين الأعظمين”، في إشارة واضحة إلى الامتداد الروحي للزاوية عبر أجيالها الثلاثة: حمزة، جمال، ومعاذ.

كما لم يغب عن البيان البُعد الوطني، إذ أُدرجت الخطوة ضمن سياق الالتزام بثوابت المملكة وتوجيهات أمير المؤمنين الملك محمد السادس، الراعي الرسمي للطرق الصوفية، والمشرف على وحدتها العقدية والمؤسساتية.

هذا البعد الملكي لم يكن فقط عنصرًا شكليًا، بل أُبرز كضمان للاستمرارية ودرء لأي محاولة انقسام أو استغلال خارجي.

أما مريدو الطريقة، فقد تلقوا الخبر كنوع من “بيعة داخلية”، تُجدد الانتماء وتُعيد ترتيب البيت البودشيشي على أسس واضحة، فقد أُرفقت التزكية بدعوة صريحة إلى التلاحم وتجاوز أي خلاف، مع التحذير من الفتنة ومحاولات التشويش.

الشيخ معاذ، المعروف بإلمامه بالعلوم الشرعية وبتجربته في السماع الصوفي، لم يكن غريبًا عن الفضاء البودشيشي، بل كان دومًا حاضرًا في المشهد الروحي، يقود الجوق الروحي الذي حمل صوت الزاوية إلى محافل عالمية، ما جعل منه وجهًا مألوفًا وجسرًا بين السلوك الروحي والذوق الجمالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.