كشفت تحديثات الأرقام الرسمية المتعلقة بالسدود في المعرب, عن تراجع مقلق في المخزون المائي الوطني، حيث لم تتجاوز نسبة ملء السدود 35,3%، بسبب موجة الحر الشديدة التي تعرفها المملكة خلال الصيف الحالي.
وأفادت ذات الإحصائيات ان حجم المخزون المائي الإجمالي بالسدود الكبرى بلغ نحو 5,92 مليارات متر مكعب فقط، وهو ما يعكس تفاوتاً حاداً بين مختلف الأحواض المائية، في ظل الضغط المناخي وارتفاع درجات الحرارة الذي رفع معدلات التبخر وسرّع وتيرة الاستهلاك، خصوصاً في المناطق الهشة مائياً.
ويسجل حوض أبي رقراق أفضل أداء على المستوى الوطني بنسبة ملء تصل إلى 63,5%، بفضل ارتفاع منسوب سد سيدي محمد بن عبد الله الذي بلغ 67%، ويليه حوض اللوكوس بنسبة 53,6%، مدعوماً بمعدلات امتلاء عالية بالسدود الشمالية، كسدي شفشاون (93%) والشريف الإدريسي (91%).
أما حوض سبو، فرغم كونه يضم أكبر احتياطي مائي بالمملكة (2655,1 مليون م³)، إلا أن نسبة الملء فيه لا تتعدى 47,8%، مع تسجيل مستويات شبه كاملة في بعض سدوده الكبرى كسد علال الفاسي (98%).
في المقابل، تعيش بعض الأحواض وضعاً حرجاً للغاية، في مقدمتها حوض أم الربيع بنسبة ملء لا تتجاوز 10,7%، بسبب الانخفاض الحاد في حقينة سدوده الرئيسية، خاصة سد المسيرة (4%) وبين الويدان (15%)، كما تسجل نسب ضعيفة بكل من أحواض سوس ماسة (18,6%)، ملوية (28,6%)، ودرعة واد نون (29,4%).
ويؤكد هذا الانخفاض العام أن الحرارة المرتفعة التي ميزت شهري يونيو ويوليوز ومطلع غشت كان لها أثر مباشر على الموارد المائية السطحية، خاصة مع تزايد الحاجيات المائية الموجهة للري وتزويد السكان بالماء الشروب.