طاقم بحري أجنبي يصارع العزلة والجوع قبالة سواحل الداخلة بعد تعطل سفينته

0

دخل أربعة بحّارة أجانب، ثلاثة أتراك ورابعهم من أذربيجان، في دوامة معاناة إنسانية متفاقمة منذ أكثر من عشرة أيام، بعدما تقطعت بهم السبل في عرض البحر قرب سواحل الداخلة، إثر تعطل سفينتهم التجارية “SEA SEAL” نتيجة تسرب خطير في هيكلها أدى إلى توقف محركها والمولد الكهربائي بالكامل.

الرحلة التي انطلقت بهدف بسيط لنقل قارب من ميناء العيون إلى الداخلة، تحوّلت إلى كابوس بحري، بعد أن عصفت الأعطاب الميكانيكية بالوسيلة الوحيدة التي كانت ستضمن وصولهم، وسط غياب أي تدخل فوري من الشركة المالكة أو الجهات المعنية بالتأمين البحري.

قبطان السفينة، سيردار أرانات، كشف في تصريحات صحفية أن الطاقم انتظر لأيام طويلة قبالة العيون قبل الإبحار، وبعد ساعات من دخولهم المياه القريبة من بوجدور، تعرض القارب لعطل كبير جعله غير قادر على التقدّم، ليظل الطاقم عالقًا هناك لأكثر من 35 يوما، إلى أن تدخلت مروحية مغربية وأجلتهم إلى المستشفى مؤقتا، قبل إعادتهم في اليوم الموالي إلى القارب.

وبعد مرور 45 يوما، تمكنت فرقة تقنية من إعادة تشغيل المحرك، لكن السفينة تعرضت مجددًا لعطل مفاجئ وهي على مشارف الداخلة، تزامنًا مع اضطرابات جوية شديدة تسببت في انحراف القارب وتعذر دخوله للميناء، ليفقد البحّارة آخر أمل لهم في النجاة.

اليوم، يواجه الطاقم عزلة شبه تامة بعد نفاد الطعام والماء، في ظل انقطاع الكهرباء وتعطل الراديو نتيجة نفاد البطاريات، ما حرمهم من القدرة على طلب النجدة، وفق ما أكده القبطان الذي أشار أيضا إلى إصابة خطيرة في ساقه، تزيد من تعقيد الوضع.

ورغم هذه الظروف القاسية، أبدى البحّارة امتنانهم لبعض الصيادين المحليين الذين يمدّونهم بالماء والخبز من حين لآخر، وهي المساعدات الوحيدة التي تبقيهم على قيد الحياة.

ويأمل الطاقم في تدخل عاجل لوضع حد لهذا الوضع المأساوي، الذي يعكس ثغرات خطيرة في نظام المراقبة والتدخل البحري، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية الشركة المالكة والجهات المؤمنة تجاه سلامة العاملين في أعالي البحار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.