تعيش بريطانيا على وقع حالة تأهب صحي، عقب تسجيل سلسلة من الإصابات النادرة والخطيرة بتسمم عصبي، طالت عشرات النساء ممن خضعن لحقن تجميلية مجهولة المصدر، يُعتقد أنها تحتوي على مادة البوتولينوم السامة المستخدمة في ما يُعرف بـ”البوتوكس”.
ووفقًا للوكالة البريطانية للأمن الصحي، فقد تم تأكيد 38 حالة إصابة مؤكدة، جميعها مرتبطة بحقن تجميلية نُفذت خارج الإطار الطبي القانوني، ما يسلط الضوء على الثغرات الكبيرة في مراقبة قطاع التجميل، خصوصًا في الفضاء الإلكتروني حيث تنشط ممارسات غير مرخصة.
أغلب الضحايا، وبينهن الشابة نيكولا فيرلي، أُصبن بعد مشاركتهن في عروض تجميلية أو مسابقات على مواقع التواصل، يُروج لها على أنها “جلسات مجانية”، لكنها في الواقع فخ قاتل.
فيرلي روت وهي احد الضحايا، وجدت نفسها عاجزة عن التنفس بعد ساعات قليلة من خضوعها للحقن، قبل أن تنقل على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث وُضعت تحت العناية المركزة.
الفحوصات الطبية أثبتت أن المادة المحقونة ملوثة بسم البوتولينوم من النوع A، أحد أخطر السموم المعروفة، والذي يستخدم بتركيزات دقيقة وتحت إشراف طبي صارم في المؤسسات الصحية المرخصة.
تزايد الحالات واستنفاد مخزون الترياق المضاد في مستشفيات عدة، دفع السلطات الصحية إلى التنسيق مع مؤسسات أوروبية لجلب كميات إضافية، وسط تحذيرات من احتمال تسجيل إصابات جديدة، بالنظر إلى سهولة ترويج هذه المنتجات وغياب تشريعات صارمة تضبط السوق.
دعوات متصاعدة تطالب البرلمان البريطاني بإعادة النظر في قوانين قطاع التجميل، وتجريم كل أشكال الممارسة العشوائية، خاصة تلك التي تستهدف الفئات الشابة عبر إعلانات مغرية على تطبيقات مثل “إنستغرام” و”تيك توك”.
