في تطور لافت عقب تصاعد وتيرة العنف في محافظة السويداء، خرج الرئيس السوري أحمد الشرع بخطاب متلفز، داعيًا إلى رص الصفوف ونبذ التفرقة، مؤكّدًا أن سوريا لن تكون ساحة لمشاريع الانقسام أو تصفية الحسابات الطائفية.
الرئيس السوري خاطب مباشرة العشائر العربية والطائفة الدرزية، مطالبًا إياهم بالتزام وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه الرئاسة صباح السبت، محذرًا من مغبة الانجرار خلف دعوات الثأر. وقال: “النسيج السوري لا يكتمل إلا بكل مكوناته، والدروز ركن أساسي في هذه المعادلة، ولا يجوز تحميل الطائفة وزر أفعال قلة متهورة”.
الخطاب يأتي عقب أيام من مواجهات دموية بين فصائل مسلحة درزية وعشائر بدوية، شهدت عمليات انتقامية متبادلة وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 321 شخصًا، وفق ما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأشار الشرع في كلمته إلى أن “قوة الدولة لا تُقاس بالعتاد، بل بتماسك أبنائها”، مجددًا التأكيد على أن الأمن لن يتحقق إلا بسيادة القانون ومحاسبة المسؤولين عن إشعال نار الفتنة.
من جهتها، أعلنت الرئاسة السورية صباح السبت دخول قرار “وقف شامل وفوري” لإطلاق النار حيز التنفيذ، مع مباشرة قوات الأمن انتشارًا ميدانيًا في مناطق التوتر لضمان احترام الهدنة وحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم.
الرئاسة حذّرت من أي خرق للقرار، مشددة على أن انتهاك وقف النار يعد مساسًا بالسيادة الوطنية وسيُواجه بإجراءات قانونية صارمة.
وفي خطوة إضافية لاحتواء الوضع، دعت دمشق كل القوى المسلحة في السويداء إلى ضبط النفس، مؤكدة إرسال وحدات متخصصة للفصل بين الأطراف المتنازعة وضمان تنفيذ اتفاقات التهدئة، والتي بلغ عددها أربعة منذ اندلاع الأزمة.
وفي خلفية هذا المشهد المتوتر، نفذت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع في الجنوب السوري، متذرعة بـ”حماية الدروز”، ما أضفى تعقيدًا أكبر على الوضع، خصوصًا بعد انسحاب القوات الحكومية من مواقعها الأربعاء الماضي بموجب اتفاق مؤقت مع وجهاء المحافظة.
وبين تصعيد ميداني متقلب ومبادرات سياسية حذرة، تتشبث القيادة السورية بخيار الدولة الواحدة، محذّرة من منزلقات التقسيم، ومعوّلة على التلاحم الشعبي لإجهاض مشاريع الفوضى والتفتيت.

