في واقعة تقشعر لها الأبدان، استيقظت جماعة أولاد زباير، التابعة لإقليم تازة، على خبر العثور على جثة طبيبة في مقتبل العمر، مقطوعة الأرجل، ومرمية وسط حديقة منزل كانت تسكنه رفقة زوجها، في مشهد يُرجّح ارتباطه بجريمة قتل دموية تم التستر عليها لأيام.
الطبيبة، التي كانت تزاول عملها بالمستشفى الإقليمي ابن باجة، كانت قد اختفت منذ أسبوع دون أن يُعرف لها أثر، فيما تقدّم زوجها، وهو طبيب في المؤسسة نفسها، بشكاية رسمية لدى مصالح الدرك يدّعي فيها أن زوجته فرت من بيت الزوجية، غير أن المفارقة المقلقة هي أن الجثة وُجدت لاحقًا داخل نفس المنزل، في حين غادر الزوج التراب الوطني فورًا بعد الإبلاغ.
سلوك الزوج المريب رفع درجة الشك حوله إلى أقصاها، ما دفع النيابة العامة المختصة إلى التحرك العاجل وإعطاء تعليمات بتوسيع التحقيق، والتحري مع المحيط العائلي للضحية، وإصدار مذكرة بحث في حق الزوج، وطنية ودولية إن لزم الأمر.
عناصر الدرك الملكي باشرت الاستماع إلى الجيران والشهود، في سباق مع الزمن لتجميع المعطيات وتحديد السيناريو الحقيقي للجريمة.
وفي انتظار نتائج الطب الشرعي التي يُراهن عليها لتحديد توقيت الوفاة والظروف الدقيقة التي رافقتها، تبقى كل الاحتمالات واردة، في ملف بدأ كبلاغ عن “اختفاء”، وانتهى بكشف جريمة على حافة المقصلة.