في ظل تعثر طويل للمفاوضات، يلوح في الأفق بصيص أمل لإمكانية التوصل إلى هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، عقب مبادرة دبلوماسية يقودها مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف.
وبحسب المصدر الأمريكي ذاته، فإن فرص إبرام اتفاق خلال الأيام المقبلة لا تزال قائمة، بشرط أن يبدي الطرفان نوعًا من المرونة. وتبدو الإدارة الأمريكية متفائلة حيال الاقتراب من صيغة توافقية، ولو بشكل مبدئي ومؤقت.
الجهود الأمريكية تأتي في وقت صرح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برغبته في إنهاء النزاع الدموي، الذي أودى بحياة أكثر من 54 ألف فلسطيني، ونحو 1600 إسرائيلي، رغم أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة كانت قد جمّدت الحوار السياسي لأسابيع.
ويتكوف، الذي تحرك خلال الأسبوعين الأخيرين بين واشنطن وتل أبيب والدوحة، التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشاره رون ديرمر، كما باشر عبر رجل الأعمال الأمريكي الفلسطيني بشارة بحبح اتصالات مباشرة مع قادة حماس في قطر.
وفي تطور مفاجئ، وافقت حماس بداية الأسبوع على مقترح يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح عشرة رهائن على دفعتين، لكن تل أبيب رفضت المقترح، واتهم ويتكوف الحركة بـ “تشويه العرض الأمريكي”، معتبراً أن ردها كان “مخيّبًا للآمال”.
رغم الرفض، لم تتوقف الوساطة. فقد استؤنفت اللقاءات في الدوحة وواشنطن، بينما أكدت حماس في بيان لاحق أنها منفتحة على اتفاق جديد يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، انسحابًا كاملاً من غزة، إدخال مساعدات إنسانية دون عراقيل، وإنشاء هيئة تكنوقراطية لإدارة القطاع.
كما اقترحت الحركة إطلاق سراح عشرة رهائن، بينهم جثامين، مقابل صفقة تبادل مع المعتقلين الفلسطينيين، تحت إشراف وضمان أمريكي ومصري.
ويتكوف، الذي ظهر إلى جانب ترامب في البيت الأبيض، كشف عن نسخة جديدة من المقترح، قال إنها تنتظر الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي، مبدياً تفاؤله بقرب التوصل إلى هدنة موقتة قد تمهد الطريق إلى اتفاق سلام دائم.
في المقابل، رأى مسؤول إسرائيلي تحدث لـ “أكسيوس” أن المسودة الجديدة لا تحمل اختلافات جوهرية عن سابقاتها، سوى تغييرات شكلية في الصياغة، مع إدراج بند الضمانات كعنصر حاسم لحث حماس على القبول بخوض مفاوضات أكثر جدية خلال فترة التهدئة المؤقتة.