في وقت يشتد فيه التصعيد العسكري والعدوان على غزة، احتضنت العاصمة المغربية الرباط، صباح الثلاثاء، الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين -فلسطين واسرائيل- في محاولة جديدة لإعادة إحياء مسار السلام من خلال مقاربة متعددة الأطراف.
ويأتي هذا اللقاء، الذي يُنظم بشراكة بين المملكة المغربية ومملكة هولندا، بمشاركة ممثلين عن أكثر من خمسين دولة ومنظمة دولية، ليعكس الإجماع الدولي المتزايد حول ضرورة بلورة حلول عملية تحفظ حقوق الفلسطينيين وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتوزعت أشغال الاجتماع على ثلاث محاور أساسية، همّت تقييم المبادرات السابقة، وتعزيز الحكامة الفلسطينية، وبناء أسس اقتصادية داعمة للسلام، كما طُرحت فكرة إنشاء منصة دائمة للمشاريع والمبادرات، تهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني وتحفيز التعاون الإقليمي.
وفي افتتاح اللقاء، أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد القادر على كسر منطق العنف، مشدداً على أن المغرب، بصفته رئيساً للجنة القدس، يلتزم بمواصلة جهوده من أجل سلام عادل ودائم، مضيفا أن هذا الحل لا يزعج سوى المتطرفين، الذين يقتاتون على استمرار الصراع.
الاجتماع يشكل محطة تحضيرية مهمة قبيل انعقاد المؤتمر الدولي المرتقب في نيويورك شهر يونيو، والذي من المنتظر أن يتوج سلسلة من المبادرات الهادفة إلى إعادة إطلاق مفاوضات سياسية جادة وفق أسس واضحة، بعيداً عن الخطابات الرمزية والمبادرات المجتزأة.
بهذا التحرك، تسعى الرباط إلى تثبيت موقعها كفاعل محوري في هندسة السلام بالمنطقة، مع التأكيد على أن السلام لا يُصنع فقط في غرف التفاوض، بل من خلال دعم حقيقي للبنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يستند إليها أي حل دائم.