كشف روبورتاج مصور ل “كاب24” مع ساكنة عدد من أحياء “مقاطعة السواني” بمدينة طنجة، وعلى رأسها مناطق بئر الشعيري ومبروكة، معاناتهم من تبعات التأخر الكبير في استكمال أشغال إصلاح قنوات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب.
وكانت تصريحات الساكنة أكدت أن مخلفات هذا التأخير المستمر لأكثر من 5 أشهر، نتج عنه انبعاث روائح كريهة بالمناطق مع خروج فئران من قنوات الصرف الصحي المفتوحة والتي يسقط فيها الساكنة خصوصا أثناء حلول الظلام، بالإضافة الى تعرض أغطية البالوعات الى السرقة من طرف بعض المتشردين من أجل بيعها، وهو ما زاد الطين بلة وفق تصريحاتهم.
المعطيات التي توصلت بها قناة كاب24 تؤكد أن “شركة أمانديس” المفوض لها تدبير هذا القطاع تتحمل مسؤولية مباشرة في هذا التعثر، بالرغم من المراسلات الرسمية المتكررة التي وُجهت إليها من طرف مقاطعة السواني.
مراسلات رسمية تكشف تماطلاً واضحاً
بحسب وثائق رسمية حصلت عليها كاب24، وجّه رئيس مجلس مقاطعة السواني، سعيد أهروش، مراسلات رسمية إلى مدير شركة أمانديس – قسم الأشغال -مع إشعار رئيسة الدائرة الحضرية للشرف السواني- نبّه فيها إلى الوضعية غير المقبولة التي آلت إليها الأشغال بعدد من الأزقة التي شملتها التدخلات، والتي لم تُستكمل كما ينبغي.
وجاء في المراسلة أن “عملية الحفر التي باشرتها الشركة في مجموعة من الأزقة لا تعقبها إعادة الوضع إلى ما كان عليه، مما أدى إلى عرقلة السير، انتشار الغبار، وتسجيل حالات سقوط خطيرة في صفوف الأطفال والمسنين”، حيث تشمل هذه الأحياء كلا من حي بئر الشعيري: الزنقة 19 والزنقة 20و الزنقة 21
و حي مبروكة: الزنقة 15 والزنقة 17 والزنقة 18
كما شدّد رئيس المقاطعة في نفس المراسلة على ضرورة “إعطاء التعليمات العاجلة لمصالح أمانديس المختصة للتدخل وإعادة تأهيل الأماكن المتضررة وفق المعايير التقنية الجاري بها العمل”.
رد غير مقنع من أمانديس
وفي مراسلة جوابية توصلت بها المقاطعة، حاولت شركة أمانديس تبرير التأخر بـ”الظروف المناخية الصعبة”، معتبرة أن هذه العوامل أخّرت تنفيذ بعض الأشغال، خاصة في الفترات التي شهدت اضطرابات جوية.
هذا التبرير لم يكن كافياً لتبرئة الشركة من مسؤوليتها، خاصة وأن المراسلات بين الطرفين تعود لأيام كانت شمسية بمدينة طنجة، وهو ما يوثّق تماطلاً واضحاً في إنهاء الأشغال وإعادة الحالة إلى ما كانت عليه، وهو ما أكده مسؤولو المقاطعة في توضيحاتهم الرسمية لـ كاب24.
المقاطعة: نحن نقوم بدورنا والمشكل في الجهة المفوضة
مجلس مقاطعة السواني أكد أنه قام بواجبه في التتبع والتنبيه والمراسلة، وأن الخلل يكمن في الجهة المكلفة بالتنفيذ.
كما شددت المقاطعة على أنها “لن تتوانى في اتخاذ ما يلزم لحماية مصلحة الساكنة وضمان احترام المعايير المعمول بها في هذا النوع من التدخلات”.
تكشف المراسلات المتبادلة بين مجلس مقاطعة السواني وشركة أمانديس عن خلل واضح في تدبير مشاريع البنية التحتية بالأحياء المتضررة، خلل تتحمل فيه الشركة المفوضة مسؤولية مباشرة، أمام صمت غير مبرر تجاه مطالب الساكنة وتحذيرات المنتخبين المحليين.
