وسط أجواء من القلق المتزايد، أطلق الدكتور محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، تحذيرًا صريحًا حول عودة فيروس الحصبة المعروف محليًا بـ”بوحمرون”، الذي بدأ يستعيد نشاطه في بعض المناطق بالمملكة.
وأشار الدكتور اليوبي في تصريحات تلفزيونية إلى أن هذه العودة تمثل خطرًا صحيًا حقيقيًا، خاصة أن المغرب كان قد حقق تقدمًا ملحوظًا نحو القضاء على المرض، في إطار استراتيجية عالمية أطلقتها منظمة الصحة العالمية منذ أكثر من عقد، لكن تراجع نسب التلقيح، الذي يعود في جزء كبير منه إلى انتشار المعلومات المغلوطة حول فعالية اللقاحات، ساهم في تعطيل هذه الجهود.
وأوضح أن “بوحمرون” ليس مجرد مرض جلدي يظهر على شكل طفح، كما يعتقد البعض، بل هو فيروس ذو مضاعفات خطيرة تؤثر على الجهاز التنفسي والجهاز المناعي، ويمكن أن يؤدي إلى وفيات إذا لم تتم السيطرة عليه.
كما أشار إلى أن قدرة الفيروس على العيش فقط في جسم الإنسان تعني أن أي تراجع في معدلات التلقيح يعرض الجميع لخطر العدوى، مما يزيد من احتمالية انتشار واسع وسريع للمرض.
الدكتور اليوبي شدد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول خطورة الوضع، داعيًا إلى تعبئة وطنية لضمان تلقيح الفئات المستهدفة، خاصة الأطفال، من أجل تجنب عودة الأمراض التي أصبحت تحت السيطرة لسنوات.
وأكد اليوبي أن تلقيح الأطفال ليس فقط مسؤولية فردية، بل واجب جماعي لحماية الصحة العامة.
وفي ظل هذه التحذيرات، تبقى الحاجة ماسة إلى تكثيف جهود التوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة، بالإضافة إلى تحسين الوصول إلى خدمات التلقيح في جميع مناطق المملكة.
التهاون في هذه المرحلة قد يعيد المغرب إلى نقطة البداية في معركته ضد الأمراض المعدية.