في تطورات مفصلية شهدتها الساحة السورية، أعلن رجل الأعمال اللبناني بهاء رفيق الحريري، أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل استيفاءً للثأر لدماء والده، الشهيد رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير استهدفه عام 2005.
ففي تصريح للحريري جاء عقب إعلان المعارضة السورية دخول العاصمة دمشق وسيطرتها على مفاصل الدولة، بما في ذلك مبنى الإذاعة والتلفزيون، قال عبر تغريدة نشرها عبر منصة “إكس”: “إلى والدي الشهيد رفيق الحريري… اليوم أخذ ثوار سوريا بالثأر من قاتلك وحلفائك. أصبح في عنقي دين كبير لهذا الشعب العظيم الذي أسقط نظام آل الأسد المجرمين”.
وأضاف: “شكراً للشعب السوري الحر الأبيّ على ثورته المباركة، فاليوم يستطيع الشهيد رفيق الحريري أن يستريح في قبره الطاهر مع أصدقائه الشهداء. رحمة الله عليهم وعلى شهداء الشعب السوري واللبناني”.
هذا التصريح جاء في ظل تتابع أنباء سقوط النظام السوري، حيث أكدت مصادر داخل المعارضة دخول قواتها إلى العاصمة دمشق، بعد ساعات فقط من السيطرة على مدينة حمص.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس السوري بشار الأسد غادر العاصمة متوجهاً إلى وجهة مجهولة، في حين أعلنت شخصيات عسكرية عن “انهيار نظام الأسد” بشكل كامل.
تصريحات بهاء الحريري تحمل أبعاداً تاريخية وسياسية بالنظر إلى العلاقة المتوترة بين النظام السوري والحريري الأب، فمنذ اغتيال رفيق الحريري، وُجهت أصابع الاتهام إلى النظام السوري بالتورط في العملية، وهو ما ظل مثار جدل سياسي وإقليمي طوال السنوات الماضية.
سقوط النظام السوري لا يمثل فقط حدثاً داخلياً يخص الشعب السوري، بل يتردد صداه في كل الوطن العربي، حيث اعتبر كثيرون أن زوال حكم الأسد يشكل نهاية لتحالفات إقليمية طالما أثارت الجدل والصراعات.
وبينما يستعد السوريون لطي صفحة مظلمة من تاريخهم، يبدو أن تداعيات هذا الحدث ستعيد تشكيل المشهد السياسي في لبنان والمنطقة، خاصة في ظل ترابط الأحداث بين البلدين.