Ilayki invest

المغرب يُسجل انتصارًا ثقافيًا في اليونسكو: إفشال محاولات الجزائر للسطو على التراث المغربي

0

في معركة مستمرة للدفاع عن هويته الثقافية، حقق المغرب صباح اليوم الأربعاء انتصارًا دبلوماسيًا مهمًا في مجال حماية التراث الثقافي الوطني، وذلك بعد أن تمكّن من إفشال محاولة الجزائر للسطو على جزء من التراث المغربي في محفل دولي هام، خلال اجتماعات اللجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لمنظمة اليونسكو التي انعقدت في الباراغواي.

الواقعة التي أثارت الجدل في الأوساط الثقافية والدبلوماسية، بدأت عندما سعت الجزائر إلى إدراج صورة “قفطان النطع” المغربي ضمن ملف يتناول زيًا تقليديًا جزائريًا رغم أن القفطان الذي تم تضمينه في الملف هو جزء أصيل من التراث الثقافي المغربي، ويعد من أبرز عناصره الفلكلورية المتجذرة في الثقافة المغربية عبر العصور.

وعلى الفور، تدخل السفير المغربي لدى اليونسكو، سمير الدهر، لتقديم اعتراض رسمي على هذه المحاولة، مُشددًا على أن الصورة المدرجة هي جزء من التراث المغربي ولا علاقة لها بالتراث الجزائري.

واعتمد الاعتراض المغربي على أدلة ووثائق تاريخية وثقافية دامغة، بما في ذلك أبحاث توثق تاريخ “قفطان النطع” وأصوله المغربية العميقة.

وبتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، جرى تقديم ملف كامل للرد على هذه المحاولة، مؤكّدًا على حقوق المغرب في هذا التراث.

وفي سابقة تاريخية، قررت اللجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لليونسكو الاستجابة للاعتراض المغربي، وأصدرت قرارًا بسحب الصورة المثيرة للجدل من الملف الجزائري، لتؤكد احترام المنظمة لحقوق الملكية الفكرية للتراث الثقافي، معززا الموقف المغربي في مواجهة أي محاولات للمساس بهوية المغرب الثقافية.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فمحاولات الجزائر للسطو على التراث المغربي مستمرة منذ سنوات، حيث دأبت على محاولات متعددة لنسب عناصر من التراث الثقافي المغربي إليها.

من جهتها، تعمل المملكة المغربية على جميع الأصعدة لضمان حقوقها في الحفاظ على تراثها الثقافي، سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو القانونية، ومن خلال التنسيق مع منظمات مثل اليونسكو والمكتب العالمي للملكية الفكرية (OMPI).

وفي سياق رد المغرب على هذه المحاولات، قامت وزارة الثقافة المغربية بتفعيل آلية “Label Maroc”، التي تهدف إلى حماية التراث الثقافي الوطني من السرقات والتلاعب، حيث تسعى هذه الآلية الوطنية تسعى إلى تعزيز الوعي بالتراث المغربي في الخارج وضمان تسجيله وحمايته على المستوى العالمي.

في ظل هذا التصعيد المستمر، يظهر أن المغرب أصبح أكثر حذرًا وفاعلية في التصدي لمحاولات السطو الثقافي التي تهدد هويته. فالمملكة، بفضل تحركاتها الدبلوماسية المحكمة، أثبتت قدرتها على حماية تراثها وحماية حقوقها الثقافية في الساحة الدولية.

ولا شك أن هذا الانتصار في قضية “قفطان النطع” يمثل خطوة أخرى نحو تعزيز موقف المغرب في الساحة الثقافية الدولية، ويبعث برسالة قوية مفادها أن التراث الثقافي المغربي لا يمكن أن يُتلاعب به أو يُسحب منه.

ومع هذا النجاح في اليونسكو، يواصل المغرب مساعيه لتعزيز مكانته كداعم رئيسي للتراث الثقافي على المستوى العالمي، ويدافع عن مصالحه الثقافية في مختلف المحافل الدولية، إذ يُعتبر هذا الحدث ليس فقط انتصارًا قانونيًا ودبلوماسيًا، بل هو أيضًا تجسيد لإرادة المملكة في الدفاع عن هويتها الثقافية وتاريخها العريق أمام محاولات التلاعب والسطو المستمرة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.