ONCF 970 x 250 VA

الدول العربية والإسلامية: لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي المحتلة

0

اختتمت القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض، ببيان سياسي قوي يسلط الضوء على تصعيد العدوان الإسرائيلي في غزة واللبناني، وهو ما يعكس التزاماً عميقاً من الدول العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية.

القمة التي ترأسها السعودية، طالبت المجتمع الدولي، ممثلاً بمجلس الأمن، باتخاذ قرارات حاسمة وملزمة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يعاني من دمار إنساني غير مسبوق جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وفي السياق ذاته، دعت القمة إلى فرض حظر شامل على تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، في خطوة تهدف إلى الحد من قدرة تل أبيب على تصعيد هجماتها العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين، والتي اعتبرها المشاركون في القمة بمثابة إبادة جماعية، مشيرين إلى الانتهاكات الواسعة التي تشمل القصف العشوائي، والتعذيب، والإعدام الميداني، والتهجير القسري في مناطق مختلفة من غزة.

القادة العرب والإسلاميون طالبوا كذلك المحكمة الجنائية الدولية بسرعة إصدار مذكرات اعتقال ضد المسؤولين العسكريين والمدنيين الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، مشددين على أن الوقت قد حان لمحاكمة المجرمين الإسرائيليين على أفعالهم المروعة.

أما على الصعيد السياسي، فقد أكد البيان الختامي على أنه لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

واعتبر القادة أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لن يكون ممكناً ما لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأعادت القمة التأكيد على السيادة الفلسطينية الكاملة على القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وشددت على أن المسجد الأقصى “خط أحمر” لا يجوز المساس به.

كما أدانت القمة جميع الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير هوية المدينة المقدسة، وطالبت المجتمع الدولي بضغط حقيقي على إسرائيل لوقف تلك الانتهاكات التي تهدد التعايش السلمي في المنطقة.

على الصعيد الإنساني، ثمن البيان الجهود المبذولة من قبل مصر وقطر، اللتين تعاونتا مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، محملين إسرائيل مسؤولية التراجع عن التفاهمات السابقة.

وقد أشار البيان إلى أن الوضع في غزة بات كارثياً، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 146 ألف شخص، بينما يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين من الجوع والنزوح في ظل الحصار الإسرائيلي.

وفي لبنان، حيث يواصل حزب الله الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 3 آلاف شخص، وتسببت في نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص، فيما استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي على معظم المناطق اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت.

وأعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في ختام القمة عن تشكيل لجنة ثلاثية من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي، التي ستقوم بدور دبلوماسي فاعل لوقف الحرب في غزة ولبنان، معبراً عن أمله في أن تكون هذه الجهود مؤثرة في تغيير مسار الأحداث.

وفي المجمل، عكست القمة العربية الإسلامية في الرياض وحدة الموقف العربي والإسلامي إزاء العدوان الإسرائيلي، وحرص الدول المشاركة على إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية تحقق العدالة للشعب الفلسطيني وتؤسس لسلام حقيقي في المنطقة يقوم على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.