في إطار تعافي المناطق المتضررة من زلزال الحوز، أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن تخصيص ميزانية تبلغ 315 مليون درهم (31.5 مليار سنتيم) لدعم مشاريع إعادة تأهيل 989 مسجداً وزاوية وضريحاً في المناطق التي تأثرت بالكارثة الطبيعية.
هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية حكومية شاملة تهدف إلى إعادة بناء وتحسين البنية التحتية الدينية والثقافية في مختلف المناطق المنكوبة.
وخلال عرضه أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والأوقاف بمجلس النواب، كشف التوفيق عن تفاصيل خطة الإصلاحات التي ستبدأ في السنة المقبلة، حيث أكد الوزير إنه سيتم إطلاق أشغال تأهيل 259 مسجداً و18 زاوية وضريحاً، على أن تنتهي هذه الأعمال في نفس السنة.
كما أشارالتوفيق إلى أن عمليات الترميم ستشمل 20 مسجداً و26 زاوية وضريحاً آخرين، بينما ستبدأ الدراسات لإعادة بناء 813 مسجداً.
وفيما يخص بناء مساجد جديدة، تم الإعلان عن تخصيص 94 مسجداً و27 زاوية وضريحاً للبناء خلال الفترة القادمة.
إلى جانب هذه المشاريع، أكد وزير الأوقاف على تخصيص ميزانية قدرها 275 مليون درهم في سنة 2025 لتأهيل المساجد، بالإضافة إلى 62 مليون درهم لترميم الزوايا والأضرحة والمباني التاريخية، كما تم تخصيص 146 مليون درهم لتجهيز وإدارة الأماكن الروحية والثقافية، و107 ملايين درهم لبناء وتجهيز المركبات الدينية والثقافية في مختلف أنحاء المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص 190 مليون درهم لتعويض وتأهيل العاملين بمؤسسات التعليم العتيق، مع تخصيص 175 مليون درهم لمكافحة الأمية داخل المساجد. كما تم تحديد ميزانية قدرها 248 مليون درهم لتأطير الشأن الديني، فضلاً عن تخصيص 17 مليون درهم للتوعية السمعية البصرية لتعزيز ثقافة الدين في الإعلام.
تؤكد هذه المبادرة على أهمية الحفاظ على التراث الديني والثقافي، وتوفير بيئة دينية وتعليمية داعمة للنمو الروحي والاجتماعي للمجتمع المغربي، لكن يبقى السؤال: هل ستكون هذه المشاريع كافية لتلبية احتياجات المناطق المتضررة؟ إذ أن تداعيات الزلزال لا تقتصر على الدمار المادي فحسب، بل تمتد إلى تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين في هذه المناطق. وقد تكون الأموال المخصصة لإصلاح المساجد خطوة إيجابية، لكنها لا تعكس بالضرورة الحجم الحقيقي للمتطلبات التنموية والإنسانية في تلك المناطق.