كاب24- الجزيرة
أفصح الأسير الفلسطيني المحرر فرج السموني، خلال حديثه في برنامج المسائية على “الجزيرة مباشر” يوم الأحد، عن تفاصيل مروعة تتعلق بالانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشمل اعتداءات جنسية وتعذيبًا قاسيًا.
تحدث السموني من محيط مستشفى شهداء الأقصى في غزة، حيث نقل صورًا مؤلمة عن التعذيب النفسي والجسدي الذي عانى منه هو وزملاؤه خلال فترة احتجازهم في سجن سدي تيمان.
**مشاهد الموت والتعذيب اليومية**
في بداية اللقاء، استعرض السموني الظروف الصعبة التي عاشها في سجنه، موضحًا: “في سجن سدي تيمان، شهدت حالات وفاة بسبب التعذيب الوحشي. رأينا شبابًا يموتون وآخرين يتعرضون للتحرش. كانت أجساد الأسرى مليئة بالجروح والدماء نتيجة للاعتداءات”.
كما فصّل السموني قسوة التعذيب، مشيرًا إلى أن “بعض الأحيان كانت أقدام الأسرى تتعرض للكسر نتيجة الضرب المبرح، وكنا نحاول إعادة عظامهم إلى مكانها”.
**انتهاكات جنسية**
تطرق الأسير المحرر إلى الانتهاكات الجنسية التي تعرض لها هو وآخرون في سجون الاحتلال، مُشيرًا إلى أن إحدى المجندات الإسرائيليّات قامت بمسكه من عضوه الذكري بأظافرها، مما تسبب له في جروح مؤلمة.
وكشف عن حالات اغتصاب تعرض لها بعض الأسرى، حيث كانوا يعودون من غرف التحقيق “وهم يجرون خلفهم آثار الدم (في إشارة إلى الاغتصاب)”، معبرًا عن استخدام جيش الاحتلال أساليب وحشية تتضمن العصي والأدوات.
كما أوضح أنه في غرف التحقيق يُجبر الأسرى على التعري الكامل، ويُعطون رداء خفيفًا يشبه ما يُستخدم في غرف العمليات.
**التعذيب النفسي**
لم تقتصر معاناة الأسرى على التعذيب الجسدي فقط، بل تضمنت أيضًا تعذيبًا نفسيًا مروعًا. وأشار السموني إلى أنه تعرض لتعذيب نفسي شديد، حيث كانوا يقدمون له صورًا مفبركة لعائلته في أوضاع مروعة، ويزودونه بمعلومات كاذبة عنهم لإرهابه.
وأضاف: “قالوا لي إن زوجتي تعرضت للاعتداء، وأنني سأجد عائلتي ميتة عند خروجي”.
**حرمان من الحقوق الأساسية**
تحدث السموني عن حرمان الأسرى من حقوقهم الأساسية، مشيرًا إلى أن أحد زملائه استشهد بسبب عدم توفير العلاج المناسب له.
كما كشف عن تفاصيل مروعة حول أساليب التعذيب التي تعرض لها، حيث قال: “جلست على كرسي حديدي لمدة 4 أيام، وكانوا يأتون ليضربوني بشكل دوري”.
وصف كيف تم نقله إلى سجن النقب وهو مصاب، حيث استُقبل بعبارة “أهلًا بكم في الجحيم”، مؤكدًا أنهم عانوا من تعذيب شديد ولم يعرفوا الليل من النهار لمدة شهر كامل.
**دعوة للتحرك الدولي**
اختتم فرج السموني حديثه بنداءات للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان للتحرك لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين، مؤكدًا: “لا أحد يعرف معاناتنا إلا الله. يجب أن يتحرك العالم بجدية للنظر في وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية ووقف هذه الانتهاكات الفظيعة”.
وفي ختام حديثه، دعا السموني إلى تقديم الدعم الطبي والنفسي للأسرى الذين يعيشون في ظروف قاسية داخل السجون، مشددًا على ضرورة متابعة أحوالهم لضمان حقوقهم الإنسانية. ومنذ بداية الحرب، اعتقلت قوات الاحتلال الآلاف من سكان غزة، مما رفع عدد الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك من الضفة الغربية، إلى أكثر من 9 آلاف، وفقًا لأرقام قدمتها مصلحة السجون الإسرائيلية لمنظمة (هموكيد) المعنية بحقوق الإنسان.