ONCF 970 x 250 VA

الساحرة والمغرب ونشيد منبت الأحرار

0

لماذا سميت بالساحرة؟ ولماذا لم يتناولها الفلاسفة بالدراسة والبحث؟ ولماذا هذا السحر الخطير وهذا الاغواء الكبير الذي تخلقه الساحرة في نفوس البشر؟ ما هو القاسم المشترك بين هذه الجماهير المولعة بالكرة الساحرة؟ أهو الحب أم الجهل بها وبها؟ أم هو العشق للصراخ فقط ؟ والرغبة الجامحة في العنف والفوضى أحيانا؟

لم يتناول الفلاسفة المفكرين موضوع الساحرة بالدراسة والتنقيب .. ولم يخصصوا لها أي باب في كتبهم الفلسفية.. بل ظل الفيلسوف يعتبر الساحرة مجرد لعبة لا ترقى إلى مستوى الفكر و البحث و التنقيب الابستمولوجي.

لكن كرة القدم استطاعت أن تخطف الأضواء .. وتسحر النفوس.. وتملك القلوب .. بل تمكنت من التوغل داخل الاسرة الغنية والفقيرة والثرية والكادحة .. ولم تقتصر على أحياء الطبقة العاملة البروليتارية التي وضعت لها الاوليغارشية و البورجوازية الفاحشة كرة من هواء لتلهيهم عن مطالب الشغيلة وعن التفكير في الثورة عنها وقت راحتها …
لم تتوقف الساحرة الى هذا الحد ، بل اخترقت الاحياء الراقية و المتوسطة .. و بلبلت دأب الفيلسوف المفكر ، و حركت فتاوى الفقيه المشرع ، و شغلت شبابا وشيبا .. و لم تفرق بين كبير و صغير .. و ألهمت قلوب الجماهير و ألهبت حماسهم .

لكن السؤال لازال يلح علينا .ما هو القاسم المشترك بين هذه الجماهير العاشقة للكرة الساحرة بغض النظر عن لونه أبيض كان أو أسود ، و بغض النظر عن لغته ولهجته أو عرقه .. و معهما كانت وضعيته فقيرا او غنيا ، جاهلا او مثقفا ، كبيرا أو صغيرا .. ذكرا أو أنثى ؟ لماذا نصرخ كالأطفال حين تضيع الفرصة في تسجيل الهدف ؟ لماذا نقفز وننط ونحط كالبراعم كلما سجلنا الهدف ؟ أهي طفولتنا التي ترقص فينا منذ الصغر و نعومة أظافرنا الى أن نشيخ و نهرم ؟ أم هو حب النصر الذي نجري وراءه منذ الولادة حتى القبر؟ أقول لكم بعد تفكير و دون تفلسف لعلهما الاثنان ؟ لماذا ؟ لأنه كلما تعلق الهدف المسجل أو الضائع في مباراة من حجم مباراة كأس العالم ، حصل الأمران معا و انتم تستشعرون حصولهما كما أستشعره معكم .. نصره نعم نصرخ لأننا نريد أن يسجل لنا بالهدف نصر ضائع منا و هارب عنا ، و إن صدح العقل قائلا: أنها مجرد لعبة لا يفيد النصر فيها بشيء لتغيير أوضاعنا.. انبعتث طفولتنا وبراعتها تفرح و تنشد النشيد 🙁 منبت الأحرار ..) فرحا بالنصر الذي يتحقق في أنفسنا المجبولة على اللعب حتى الموت..

أنظر ماذا تفعل الساحرة اليوم بالمغرب منبت الأحرار و مشرق الأنوار .. إنها تخرج الجميع من بيوتهم ليفرحوا و يلعبوا و يرقصوا ..احتفالا بتسجيل الهدف .. و انظر كيف يصرخون صرخة مدوية في المقاهي وفي كل البيوت و الشوارع لحظة ضياع الفرصة .. أنظر كيف تجعلنا نستحضر عظمة الأمة المغربية و صحرائها و ساحلها و عمقها الأفريقي و الأندلسي الموريسكي..

لقد كذب من قال أنها مجرد لعبة .. إنها ساحرة .. بل إنها مرآة نرى فيها حضارتنا و قوتنا ولو للحظات .. إنها المعيار الذي يكشف حقيقة البنية التحتية لكل بلد .. طرق …ملاعب …مطاعم …فنادق ..وسائل نقل و اتصالات جوية وبحرية و غيرها .. بل هي من تعري عن تخلف بلد و مدى جهل مواطنينه بقواعد العيش المشترك و قيم السلم والامن العالميين .

عفوا أيها الفلاسفة الكرة اليوم لم تعد لعبة فقط بل أصبحت مؤشرا دالا على تقدم وطن و ازدهار بلد ؟

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.