تنتهي الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية في إيطاليا في أقل من 48 ساعة، ويبذل المرشحون آخر مجهوداتهم لإقناع الناخبين بالتصويت عليهم.
فمن المرشحة الأكثر حظا في استطلاعات الرأي، جيورجيا ميلوني، إلى إنريكو ليتا، وجوزيبي كونتي وكارلو كاليندا وماتيو رينزي، جاب المرشحون جميع أنحاء شبه الجزيرة الإيطالية من أجل حملاتهم الانتخابية.
وللاحتفال بنهاية هذا السباق الانتخابي، اختار المرشحون العاصمة روما لعقد آخر تجمعاتهم الانتخابية. فعلى بعد ثلاثة كيلومترات من (بالازو شيغي)، من المتوقع أن يجتمع التحالف اليميني ووسط اليسار في ساحة (بيازا ديل بوبولو) الشهيرة من أجل خوض الأمتار الأخيرة من هذا السباق.
وبهذه المناسبة، أقيمت حواجز أمنية وتمت تعبئة حوالي 1500 شرطي ودركي، استعدادا للتجمعات الانتخابية الأخيرة التي ستشهدها روما في إطار اقتراع 25 شتنبر الجاري. وتتقاسم مختلف الائتلافات والأحزاب، يومي الخميس والجمعة، واحدة من أهم الساحات التاريخية في روما، والتي كانت تعتبر في زمن الرومان المدخل الرئيسي للمدينة الخالدة.
وسيفتح زعماء التحالف اليميني الثلاثة، ميلوني (فراتيلي ديتاليا) وسالفيني (ليغا) وبرلسكوني (فورزا إيطاليا) سلسلة التجمعات الانتخابية. ومن المتوقع أن يجمع الحدث حوالي 8000 شخص، وفقا للأحزاب، لكن السلطات المحلية تتوقع ضعف هذا العدد على الأقل.
وفي الانتخابات التشريعية الإيطالية الأخيرة، التي أجريت في مارس 2018، فازت “فراتيلي ديتاليا” بـ 4,4 في المائة فقط من الأصوات. لكن بعد مرور أربع سنوات ونصف، فإن تشكيل اليمين المتطرف، وفقا لجميع استطلاعات الرأي، في طريقه للفوز باقتراع 25 شتنبر.
ويتوقع أن تصبح جيورجيا ميلوني (45 عاما)، زعيمة الحزب، أول امرأة تقود حكومة في تاريخ إيطاليا.
وفي حوار نشرته يومية (إل ميساجيرو)، قالت ميلوني إنها “مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأنه يجب علينا التعبئة حتى آخر صوت لمنح إيطاليا حكومة مستقرة”، مضيفة إنها “مناسبة تاريخية، ليس فقط لليمين ووسط اليمين، ولكن لإيطاليا كلها”.
وفي اليوم الموالي، سيكون الدور على وسط اليسار لتنظيم تجمعه بروما، والذي لا يبدو أن نتائج استطلاعات الرأي تثبط عزيمته.
ففي بيتراسانتا (بتوسكانا)، وهو معقل تقليدي لليسار، استولى عليه اليمين المتطرف في الانتخابات البلدية الأخيرة، حاول زعيم الحزب الديمقراطي إنريكو ليتا، قبل يومين من التجمع الانتخابي الكبير في روما، إقناع الناخبين بمنح ثقتهم لليسار مرة أخرى. وراهن المرشح على الملفات الساخنة في الأجندة الاجتماعية للبلاد.
وقال ليتا “بالنسبة لنا في هذه الحملة الانتخابية، فإن الأهم هو أن نجعل من أولوياتنا زيادة فرص العمل وتخفيض الضرائب”، مشيرا إلى حلول الحزب الديمقراطي لاحتواء التضخم، ودعم الأسر والشركات المتضررة من أزمة الطاقة.
ومن المتوقع أن يختار الناخب الإيطالي، المهلك بارتفاع أسعار المواد الغذائية والفواتير، في ظل ظرفية جيو سياسية ومناخية صعبة، المرشح أو الحزب الذي سيقدم له حلولا واقعية لمشاكله اليومية.