ONCF 970 x 250 VA

دور الشباب بين الأمس واليوم

0

بقلم: عبدالإله الحميدي:

عرفت دور الشباب خلال السنوات الأخيرة عزوفا واضحا من طرف منخرطيها وكذا الجمعيات التي كانت تشرف عليها تسير الورشات بها، تحت إشراف جمعيات مجالس الدار والمؤطرين والمدراء المعينين من طرف الوزارة الوصية على القطاع.

هذه المؤسسات التي كانت تساهم وبشكل كبير قبل التسعينيات وفي بداية الألفية الأولى في تكوين عقلية الطفل والشباب المغربي، وبالتالي الابتعاد عن الآفات الاجتماعية والتوجه الصحيح إما مهنيا أو من ناحية مساعدتهم على النجاح في تعليمهم بمختلف مستوياته قبل ولوج السلك الجامعي.

وتساهم عوامل كثيرة في جعل الشباب يهاجر هذه المؤسسات الحيوية التي تخرج ت منها أجيال وكفاءات في شتى المجالات المرتبطة:

العامل الأول : التكنولوجيا الحديثة التي تمتص فئة مهمة من الشباب (التعاطي إلى الهواتف الذكية واللوحات الالكترونية بشكل دائم وان التعبير الإدمان عليها).

العامل الثاني : نقص هذه المؤسسات بالمدن والقرى.

العامل الثالث : زيادة النمو الديموغرافي ( عدد  السكان وتوسع المدن الكبرى والمتوسطة وحتى الصغيرة دون إحداث دور شباب جديدة).

العامل الرابع : وهو عامل في غاية الأهمية وجبت الإشارة إليه، عدم توظيف مساعدين مؤطرين من طرف وزارة الشباب والرياضة تقوم بإحياء الدور وضخ حياة جديدة فيها.

وإذا تحدثنا عن العوامل التي سبق ذكرها أعلاه فالتكنولوجيات الحديثة تمتص فئة معنية فقط من بين فئات كبيرة، والتي يختار البعض منها الانحراف وبالتالي الوقوع في ارتكاب الجريمة أو اعتراض سبيل المارة…، في حين أن دور الشباب كانت المتنفس الوحيد لأجيال ما قبل الألفية الأولى أثناء أوقات فراغهم، وملئه بما هو مفيد.

والاستفادة من الحياة الثقافية والفنية والمساهمة في تكوين الشخصية بشكل ايجابي وفعال، بإشراف أساتذة وجمعيات كانت تنشط في مجال الطفولة والشباب إلى جانب أطر الوزارة، والمخيمات التي كانت تبرمج بفترتي الربيع والصيف والمخيمات الحضرية، والأمسيات التي كانت تنظم أيام السبت والأحد.

بالإضافة إلى النوادي ( المسرح  – الموسيقى – الرسم – كرة الطاولة – الشطرنج … )، والمدارس الرياضية التي كانت تضم البراعم الصغار والأطفال ابتداء من سن السابعة إلى سن الرابعة عشر، وفرق الأحياء كذلك.

وتحت هذا الوضع الكارثي الذي أصبح يعاني منه الطفل والشباب والأسرة والمدرسة وحتى المجتمع، وجب على الحكومة الجديدة إعطاء هذا الموضوع ما يستحقه من الأهمية بتنسيق مع الوزارة المكلفة بالشباب والقيام بإصلاحات كبيرة في هذا الورش الذي يعتبر مستقبل الوطن.

عبدالاله الحميدي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.