رهاب الزواج: بين رغبة في الاستقلالية وخوف من المسؤولية

2

كاب24- حفصة ابن بعيش 

منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض، اعتبر ارتباط  الجنس بالجنس الآخر أمرا فطريا لا شك فيه. وهكذا سمي الزواج بالعلاقة المقدسة التي تجمع شخصين تحت سقف واحد، كما اعتبر سترة بالنسبة للنساء وملاذا آمنا لهن.

فلماذا بدأت تتلاشى هذه الأفكار مع مرور السنوات؟ وكيف نقصت قيمة الزواج؟

قل إقبال الشباب مؤخرا مقارنة بما كان عليه على الزواج بشكل ملحوظ، حيث لم تعد كلمة الاستقلالية مرتبطة به بالنسبة لكلا الجنسين، فتستطيع الفتاة مغادرة منزل والديها دون حاجتها للزواج، فاستقلالها المادي يكفيها للعيش وحدها دون وجود زوج بجانبها. ونفس الأمر ينطبق على الذكر، حيث أصبح يستطيع الاستغناء عن وجود زوجة بجانبه.

وتسمى هذه الحالة من الخوف من الارتباط “رهاب الزواج” وينتج عن عدة أسباب، كخوف الشخص من تحمل المسؤولية والالتزام، حيث يرتبط الزواج بعدد لا نهائي من المسؤوليات الجديدة منها الأعباء المادية التي يعتبرها البعض ثقيلة ودائمة.

ومن الأسباب أيضا الخوف من العلاقة الجنسية وما يترتب عنها بالنسبة للنساء من آلام وحمل و ولادة وتغيير في شكل الجسم كزيادة الوزن والترهلات.

وكذلك يعتبر التعلق بالأهل وعدم الرغبة في الابتعاد عنهم من الأسباب لهذا الرهاب، وهو ما يظهر خاصة عند الفتيات، لكنه ليس بالسبب الرئيسي حيث تفضل بعض الفتيات العيش باسقلالية بعيدا عن الأهل دون زواج.

ويؤثر الجانب النفسي بشكل كبير في هذا الرفض، كتأثر الشخص بتجارب شخصية فاشلة كونت له هذا الرهاب، أو تجارب زواج في محيطه وخاصة الوالدين والأشخاص المقربين، حيث يقوم هذا الشخص الرافض للزواج برسم فكرة معينة عن الارتباط، وتكون هذه الفكرة سلبية تؤثر في اتخاذه قرار تكوين علاقات جديدة.

كل هذه الأسباب وغيرها جعلت من الزواج أمرا يخشى الكثير الاقتراب منه، يختارون العيش بحرية ودون “حريق الراس”، مستقلين نفسيا وماديا وجسديا.

2 تعليقات
  1. Aicha يقول

    Bravo 👏🏻👏🏻

  2. Abdellah يقول

    مقال شيق و جميل، و يدرس جوانب مهمة من ظاهرة اجتماعية تنتشر كالنار في هشيم المجتمع العربي التقليدي.
    مزيداً من التألق و الإبداع ،حفصة. ❤

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.