ONCF 970 x 250 VA

المرأة أولى أعداء المرأة ..

0

كاب24- حفصة ابن يعيش

هل المرأة عدوة المرأة؟ نعم المرأة عدوة نفسها وعدوة المرأة الأخرى، لكن ما السبب في هذا ؟

إن مجتمعنا الذكوري زرع في ذهن المرأة منذ سنين أفكارا مبنية على تفوق الرجل، ومهدت لهذه الأفكار التربية والثقافة. فأصبحت المرأة هي العدو الأول لنفسها، تقمع رغباتها المختلفة والجديدة فتنقص من قيمتها وتطلق عليها ألفاظا ك”المتمردة” أو يتجاوز الأمر هذا في بعض الأحيان لتنعتها ب”العاهرة” التي ظلت الطريق الصحيح(في نظرها) طريق ارضاء الرجل.

وهكذا تزرع هذه الأفكار في أذهان النساء، فتتوارتنها وتجعلنها قاعدة كل من خرجت عنها غير صالحة. فعندما تصل الفتاة إلى سن المراهقة تبدأ النساء في محيطها بطرح السؤال المعتاد “جاو شي خطاب ولا باقي”، فتحاولن تحديد مصيرها واقترانها برجل لبقية حياتها بدل أن تسألنها عن أحلامها وطموحاتها. وحتى بعد زواجها لابد من التأكد من كونها زوجة مثالية تسعد زوجها، وبعد كل هذا يأتي وقت السؤال الذي لا تستطيع بعض النساء الاستغناء عنه “متى ستفرحين زوجك بذكر يحمل اسمه” كأنها امبراطورية ستسقط دون وريث لها. وإن كانت الخلفة الأولى فتاة فلا بأس بهذا لكن “على الله الولدة الثانية يكون ولد”، وإن لم يأتي الذكر في الثانية والثالثة يحين الوقت للتفكير في الزوجة الثانية التي ستستطيع انجابه. ويبقى الأب يحاول الحفاظ على شرف بناته حتى يحظين بالزوج الصالح وهكذا دواليك.

ولا تلوم النساء أزواجهن حتى عند خيانتهم لهن، بل تلوم الزوجة “خطافة الرجال” التي أخذت زوجها البريء منها.

وتكون المرأة عدوة نفسها أيضا عندما تسكت عن القمع والظلم والتعنيف التي تتعرض له مقتنعة بأنها غير كافية وأن هذا مصيرها المحتوم الذي لا هرب لها منه، فلا تستطيع عصيان أسرتها أو زوجها حتى لو كانوا في خطأ من أمرهم.

وأحيانا هي عدوة أخرى كما سبق الذكر، فتنقص من قيمة المرأة المطلقة والأرملة والعازبة التي “فاتا طرن”. فلم تكن ستطلق لو كانت زوجة صالحة ومطيعة، ولم تكن لتبقى دون زوج لو كانت “بنت الناس”.

وماذا إن كانت الفتاة مختلفة عن غيرها من نساء العائلة، لم ترد الزواج في سن مبكرة بل أرادت إكمال دراستها والعمل، أرادت السفر وحدها والاستكشاف دون زوج بجانبها، تنعتينها بالطائشة التي لا تعرف مصلحتها والخير لها. تنقصين منها وتعتبرينها وقحة خرجت عن عاداتنا وتقاليدنا. لا تستطيعين الاعتراف بغيرتك منها ومن شجاعتها، تحاولين تحطيمها لتظهري أمامها باعتبارك الطاهرة المطيعة، لكنك في الحقيقة تتمنين لو تملكتك الشجاعة لتفعلي ما فعلته، لكنك تختارين تحطيمها بدل تشجيعها لكي لا يلمع نجمها وسط ظلام دامس كنت أنت وأمثالك السبب فيه.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.