هل تشمل برامج الأحزاب فئة الأطفال ؟
بقلم: برعلا زكريا
في كل بقاع العالم بأسره، جاء إلى الدنيا جيل جديد من المواليد، شاهدوا آبائهم وكل الناس بمحيطهم وهم يضعون الكمامات وقاية من عدوى كورونا.
فقد يتهيأ لهم أن البشر بطبيعتهم يضعون الأقنعة، ببساطة لأنهم لم يكتشفوا العالم قبل الجائحة، وقد يصعب عليهم أن يستوعبوا أن البشر خلقوا من دون كمامات.
والوضع أكثر قسوة بالنسبة للذين يكبرونهم قليلا، فقد تعرفوا على الدراسة عن بعد، كما اضطروا للمكوث طويلا في البيت بسبب الحجر الصحي، ومنهم من تعرض للعنف اللفظي والجسدي من طرف آبائهم محاولة من هؤلاء ضبطهم وثنيهم عن كثرة الحركة والصراخ.
لقد تعرض هؤلاء الأطفال المساكين المغلوب على أمرهم، للحجز والحبس وسلب حريتهم ، التي هي أغلى ما يملكون. فهل سيتجاوز أطفال العالم الذين عايشوا الجائحة كل هذه الصدمات النفسية بسلام؟
هنا يأتي دور الأبوين، والمحيط والمجتمع، والمدرسة في الأخذ بيدهم ومصاحبتهم، ومعالجة مخلفات كورونا النفسية بأفضل الطرق.
خصوصا ونحن على أعتاب موسم دراسي جديد، من المتوقع أن ينطلق في أوج انتشار الفيروس، حيث يبدو أن خيار التعليم عن بعد مطروح بقوة حسب أغلب المحللين. ولذلك يجب على الجميع، مدرسين وآباء وإداريين وكل المجتمع مضاعفة الجهود للتخفيف عن فلذات أكبادنا من تأثير الجائحة الكبير.
وفي نفس السياق، فإن مسألة تلقيح الأطفال ضد كوفيد 19 قد خلقت جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض. وفي ظل غياب البحوث العلمية الأكيدة وتضارب الإرشادات بين الأخصائيين يجب الانتباه إلى أن صحة الأطفال خط أحمر ولا يجب تحويلهم لحقول تجارب.
ومن جهة أخرى، كل ما نسمعه من الأحزاب ومرشحيهم يتعلق بوعود التشغيل والتنمية وغيرها. ولم نسمع أبدا عن برامج ومشاريع موجهة للأطفال أو حتى فتح مجال لمشاورات ولقاءات تبحث في طرق مصاحبة أطفالنا ودراسة تأثير الجائحة عليهم وسبل التغلب عليه.
إن الأطفال لا يقلون أهمية عن باقي فئات المجتمع، بل هم اللبنة الأساسية ورجال الغد. فالحديث عن أي تنمية أو برامج انتخابية لا تشملهم يعتبر عيبا كبيرا.