كاب 24-متابعة –
نالت الطالبة المغربية “كوثر بوشطيطن” الجائزة الوطنية الأولى للابتكار الفلاحي، خلال حفل رسمي ترأسه وزير الفلاحة المغربي.
وجاء هذا التتويج ليؤكد روح الابتكار لدى الشباب المغربي، ويعكس الدور المتنامي للمرأة في تطوير حلول بيئية مستدامة.
حيث نالت الطالبة كوثر، المنحدرة من مدينة جرسيف، والمتمدرسة بالمعهد الفلاحي لعاصمة الزهور مدينة المحمدية، الجائزة الاولى عن مشروعها الرائد المسمى “EarthCloak”.
وهو نظام تغطية وتغذية فلاحي عضوي مصنوع من نبتة الحلفاء، يتميز بكونه قابلا للتحلل الحيوي، ويهدف إلى الحفاظ على رطوبة التربة وتقليص استهلاك المياه، والحد من نمو الأعشاب الضارة بطرق طبيعية.
ويأتي هذا الابتكار في وقت مهم، حيث تعاني التربة الزراعية من اختناق بيئي بسبب الاستخدام المكثف للأغطية البلاستيكية، التي تتسبب في تدهور خصوبة التربة بنسبة تصل إلى 25%، وتلوثها بجزيئات بلاستيكية دقيقة تهدد المياه الجوفية والأمن الغذائي.
ويعتبر هذا المشروع الرائد بديلا بيئيا فعالا إذ يعمل كمضاد طبيعي يحمي التربة من التبخر، ويغذيها مع مرور الوقت دون أن يخلّف اضرارا او تلوث، حيث يعتمد على ألياف نبتة الحلفاء، وهي نبتة متوسطية تنمو في البيئات القاحلة دون الحاجة إلى مواد كيميائية.
ويمثل هذا المشروع نموذجا للفلاحة المستدامة، حيث يدمج بين المعرفة التقليدية المحلية والتقنيات الحديثة، مع إمكانية تطويره مستقبلا عبر المكننة لتوسيع نطاق استخدامه في لفّات وأقراص مخصصة للأشجار والخضر والمنتجات الزراعية.
وفي تصريح خاص عبّرت المبتكرة كوثر بوشطيطن عن امتنانها العميق لكل الداعمين، مؤكدة أن هذا التتويج يشكل حافزا لمواصلة مسيرتها العلمية والمهنية، والمساهمة في خدمة التنمية المستدامة والفلاحة البيئية في المغرب والعالم .
و يمتد أثر مشروعها الطبيعي “EarthCloak” ليشمل أبعادا بيئية،واقتصادية،واجتماعية؛ إذ يساهم في حماية التربة والتنوع البيولوجي، ويقلل من التلوث البلاستيكي، كما يفتح آفاقا اقتصادية لتثمين الموارد المحلية وخلق فرص شغل، خاصة للنساء القرويات.
بهذا الإنجاز العلمي الشاب، تؤكد الطالبة “كوثر بوشطيطن” أن الابتكار البيئي ليس حكرا على المختبرات الكبرى، بل يمكن أن يولد من رحم الطبيعة، ويُترجم إلى حلول عملية تستفيد منها الكرة الأرضية.