أزالت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، أمس الخميس، الستار عن واحدة من أبشع الجرائم التي هزت المدينة مؤخراً، حيث أصدرت حكماً قاسياً بإدانة المتهم الرئيسي في جريمة قتل حارس سوق القرب النموذجي “الوردة” بحي بن دبيان، والحكم عليه بالسجن النافذ لمدة 25 سنة. وقد تمت متابعة الشاب العشريني بتهمة القتل العمد باستعمال السلاح الأبيض.
تعود فصول هذه المأساة، التي أعادت المحكمة فتحها في جلسات ماراتونية، إلى الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، ثالث أيام عيد الأضحى الماضي، حين استيقظ سكان الحي على فاجعة غدر راح ضحيتها الحارس الليلي ع.ا، البالغ من العمر 49 سنة، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال. وتكشف محاضر الضابطة القضائية وشهادات الشهود عن تفاصيل صادمة، حيث تشير الوقائع إلى أن المتهم، وهو شاب من أبناء الحي لا يتجاوز عمره 20 عاماً، كان في حالة تخدير متقدمة حين حاول التسلل إلى داخل السوق بقصد سرقة دجاجة من أحد المحلات.
محاولة السرقة البائسة جوبهت بتدخل حاسم من قبل الحارس الليلي عبد السلام، الذي حاول إحباطها، ليتحول التدخل الروتيني إلى مشادة كلامية سرعان ما تطورت إلى اشتباك عنيف. وفي غفلة من الزمن، استل الجاني أداة حادة ووجه بها طعنة غائرة ومباشرة إلى قلب الحارس الأعزل، ليسقط الضحية مضرّجاً في دمائه. لم تمضِ دقائق حتى لفظ الحارس أنفاسه الأخيرة متأثراً بإصابته فور وصوله إلى قسم المستعجلات، منهياً بذلك حياة رجل كرس سنواته لحماية أرزاق الغير.
ولم يطل هروب الجاني، حيث تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن بني مكادة من توقيفه في محيط السوق مباشرة بعد ارتكاب الجريمة. كما تم حجز أداة الجريمة التي كان قد أخفاها تحت سرير في منزل صديق له، لتقوم العدالة بدورها وتضع حداً لهذا المسار الإجرامي بـ25 سنة خلف القضبان، لتكون بذلك عزاءً لعائلة الضحية ومؤشراً على صرامة القضاء في مواجهة العنف والجريمة.
