غادر الرئيس المدغشقري أندري راجولينا البلاد، مساء أمس الاثنين، بعد تمرد عسكري وانضمام وحدة نخبوية تُعرف باسم “كابسـات” إلى الاحتجاجات الشعبية، في خطوة أثارت قلق الشارع الدولي.
وبثّ الرئيس خطابًا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، موضحًا أنه بحث عن مأوى لحماية حياته، دون أن يعلن استقالته رسميًا.
الأحداث الأخيرة بدأت احتجاجات واسعة في العاصمة أنتاناناريفو منذ 25 شتنبر، احتجاجًا على انقطاع المياه والكهرباء، لكنها تحولت سريعًا إلى حركة شعبية واسعة ضد الحكومة، حيث شهدت مواجهات مع قوات الأمن وأسفرت عن مقتل 22 شخصًا وإصابة العشرات، وفق الأمم المتحدة.
ومع تصاعد الأزمة، سيطرت وحدة “كابسـات” على الجيش، وعينت ضابطًا جديدًا قائدًا للقوات المسلحة، في حين عززت وحدات الدرك دعمها للتمرد، مؤكدة أنها استجابت لمطالب الشعب. الكولونيل مايكل راندريانيرينا، قائد الوحدة، نفى أن تكون هذه خطوة انقلابية رسمية، مؤكّدًا أن القرار النهائي بيد المواطنين.
وفي تطور موازٍ، فرّ رئيس الوزراء السابق وأحد أبرز مستشاري الرئيس على متن طائرة خاصة إلى موريشيوس، ما أثار استياء السلطات المحلية هناك، فيما نصحت السفارة الأمريكية مواطنيها بالبقاء في منازلهم، ودعا الاتحاد الإفريقي جميع الأطراف إلى ضبط النفس.
تاريخياً، عاشت مدغشقر سلسلة من الانقلابات والأزمات السياسية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، وكان راجولينا نفسه وصل إلى السلطة عام 2009 على رأس حكومة انتقالية بعد انقلاب عسكري، قبل أن يُنتخب رئيسًا رسميًا عام 2018 ويعاد انتخابه في 2023 وسط مقاطعة المعارضة للانتخابات.

