مستشفى محمد الخامس بطنجة.. معاناة صادمة في صمت وانتظار زيارة غير معلنة للوزير التهراوي

0

في الوقت الذي تشهد فيه عدد من مدن المغرب احتجاجات على تردي الخدمات الصحية بالمستشفيات العمومية، وتزامناً مع جولات الوزير التهراوي المفاجئة لبعض المؤسسات الاستشفائية للاستماع إلى شكايات المواطنين، يظل مستشفى محمد الخامس بطنجة عنواناً بارزاً لمعاناة ساكنة المدينة، حيث تتقاطع شكاوى المرضى وأسرهم بين غياب التجهيزات الأساسية وسوء المعاملة والاستهتار بالمسؤولية المهنية.

مرتادو المستشفى يؤكدون أن الحصول على موعد لإجراء فحص بسيط كالسكانير قد يستغرق أسابيع طويلة وربما أشهراً، فيما يواجه آخرون صعوبة بالغة في إجراء الفحوصات بالأشعة أو الحصول على حقن ضرورية بسبب انعدامها داخل المرفق.

أما المعاملة، فتظل النقطة الأكثر إيلاماً، إذ يسجل المرضى تعاملاً سيئاً من طرف بعض الأطر الطبية والتمريضية، يصل أحياناً حد التجاهل أو التعالي.

الصدمة الأكبر التي ينقلها العديد من المواطنين تتعلق بسلوك بعض الأطباء الذين يغادرون قاعات المناوبة جماعياً لتناول وجبات الغداء أو العشاء، تاركين مرضى في حالات حرجة يواجهون مصيرهم دون تدخل.

هذه الغيابات تتحول أحياناً إلى جلسات طويلة في غرف مغلقة، حيث ينشغل الأطباء بالدردشة بعيداً عن قاعات الاستقبال، في غياب أي مراقبة أو محاسبة فعلية.

المؤشرات المقلقة تطرح سؤالاً محرجاً: هل سيجرؤ الوزير على القيام بزيارة غير معلنة لمستشفى محمد الخامس بطنجة لاكتشاف حجم هذه الممارسات بنفسه؟ أم أن المدينة ستظل خارج أجندة الجولات التفقدية، رغم أن ساكنتها تنتظر بفارغ الصبر لحظة مواجهة مباشرة بين المسؤولين والواقع اليومي للمرفق الصحي بمدينة كما يصفها البعض الكثير “ذو مواصفات عالمية”؟

تتضاعف خطورة هذه الوضعية إذا ما ربطناها بالرهانات الكبرى التي تنتظر المغرب، خصوصاً استضافته لبطولة كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030.

ففي حال اضطر زوار أجانب للتوجه نحو المستشفيات العمومية، أي صورة ستنعكس عن المغرب؟ هل سيصطدمون بمشهد الأطباء المنسحبين من غرف الفحص لتناول الطعام بينما المرضى يتألمون دون علاج؟ أم بالمواعيد المؤجلة لأشهر من أجل فحص لا يتطلب سوى دقائق؟ أم بالطوابير الطويلة من أجل الكشف؟!

بين طموح المغرب في تقديم نفسه كوجهة إفريقية وعالمية قادرة على تنظيم تظاهرات كبرى، وبين واقع المنظومة الصحية في مستشفيات كطنجة، يظل التحدي الأكبر أمام الحكومة ووزارة الصحة هو التوفيق بين الصورة المروجة للبلاد وبين الواقع الذي يعيشه المواطن يومياً.

المغاربة، قبل الزوار الأجانب، يتساءلون بمرارة: إلى متى ستظل المستشفيات العمومية، وعلى رأسها مستشفى محمد الخامس بطنجة، شاهداً على استهتار بلا محاسبة، ومعاناة بلا نهاية؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.