توفي، عشية اليوم الأربعاء، أحمد الزفزافي، والد المعتقل السياسي ناصر الزفزافي، وذلك بعد صراع طويل مع مرض عضال لم يمهله طويلاً.
وكان الراحل يرقد منذ أيام في قسم الإنعاش بإحدى المصحات الخاصة، إثر تدهور حاد في حالته الصحية، حيث أعلن طارق الزفزافي، نجل الراحل، عن وفاة والده من خلال تدوينة مؤثرة نشرها على حسابه بموقع “فيسبوك”، كتب فيها: أبي الغالي الصامد أحمذ عيزي في ذمة الله انا لله وانا اليه راجعون”.
وكان أحمد الزفزافي قد نُقل إلى قسم الإنعاش يوم الخميس 21 غشت 2025، بعد تدهور مفاجئ في حالته، حيث قال ابنه في تدوينة آنذاك:”تدهورت الحالة الصحية للوالد عزي أحمد وتم نقله على وجه السرعة لقسم الإنعاش” وذلك قبل ان يعلن صباح اليوم تدهور حالته قائلا “الآن أنا وعائلتي نتواجد بقسم الإنعاش… أبي الغالي، عزي أحمد، يعيش اللحظات الأخيرة.”
وشهدت الأشهر الماضية تدهورًا متسارعًا في صحة أحمد الزفزافي، وسط تعاطف واسع من الأوساط الحقوقية والمهتمين بملف حراك الريف، حيث يُعد الراحل أحد أبرز الأصوات التي دافعت عن المعتقلين وعلى رأسهم ابنه ناصر الزفزافي، المحكوم بالسجن منذ أحداث الحراك.
وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة المطالبات بإطلاق سراح ناصر الزفزافي لأسباب إنسانية، لتمكينه من الوقوف إلى جانب والده خلال محنته الصحية.
وترافقت هذه المطالب مع دعوات لتغليب الجانب الإنساني في التعامل مع ملف معتقلي الحراك، خاصة في ظل ظروف إنسانية استثنائية تمر بها عائلاتهم.
وفي هذا السياق، تداول نشطاء وحقوقيون وصحافيون نداءً إنسانيًا موجهاً إلى السلطات المغربية، مناشدين الإفراج عن ناصر الزفزافي ولو مؤقتًا، ليكون إلى جانب والده الذي كان يصارع المرض في أيامه الأخيرة.
من جهتها، كانت منظمة “فريدوم هاوس” (Freedom House) الأمريكية، قد وجهت في نهاية يوليوز الماضي، نداءً مشتركًا مع 11 منظمة دولية أخرى، إلى الملك محمد السادس، تطالب فيه بالإفراج الفوري عن ناصر الزفزافي لأسباب إنسانية.
وجاء في تغريدة للمنظمة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):”لقد قمنا اليوم، نحن وشركاؤنا، بإرسال رسالة إلى الملك محمد السادس نطالبه فيها بالإفراج الفوري عن ناصر الزفزافي لأسباب إنسانية.”