لم يعد حضور المغرب في قوائم الثروة الإفريقية مجرد صدفة، بل أصبح توجهاً ثابتاً تؤكده الأرقام الجديدة الصادرة عن تقرير “الثروة في إفريقيا 2024”، المنجز بشراكة بين شركتي Henley & Partners وNew World Wealth، فقد احتلت المملكة المرتبة الثالثة قارياً بإجمالي ثروة قابلة للاستثمار تناهز 127 مليار دولار.
هذه المكانة تترجمها الزيادة الملحوظة في عدد الأثرياء المغاربة، إذ وصل عدد من تتجاوز ثروتهم مليون دولار إلى 7,500 شخص، أي بارتفاع نسبته 35% خلال العقد الأخير، وهو نمو يعكس الاستقرار الاقتصادي وقدرة البلاد على جذب الرساميل والاستثمارات.
وعلى الرغم من تصدر جنوب إفريقيا (41,100 مليونير) ومصر (14,800 مليونير) الترتيب، فإن المغرب تقدم بوضوح على نيجيريا (7,200 مليونير) وكينيا (6,800 مليونير)، لتشكل هذه الدول الخمس مجتمعة أكثر من نصف الثروة الخاصة في القارة.
خريطة الثروة المغربية تكشف أيضاً عن أسماء بارزة ضمن نادي المليارديرات، يتصدرهم عثمان بنجلون وعائلته بثروة تبلغ 1.6 مليار دولار، يليه عزيز أخنوش وعائلته بـ1.5 مليار دولار، إلى جانب أنس الصفريوي. أما شريحة الأثرياء الكبار الذين تفوق ثرواتهم 100 مليون دولار فتضم 35 شخصاً.
أما المدن المغربية، فقد استطاعت أن تحجز مواقع ريادية في المشهد القاري. الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية، صُنفت ضمن أغنى عشر مدن في إفريقيا، محتضنة 2,900 مليونير، و11 “سنتي-مليونير”، إضافة إلى ملياردير واحد.
هذا وحققت مراكش قفزة نوعية، إذ ارتفع عدد الأثرياء بها بنسبة 67% في عشر سنوات، لتضم حالياً 1,700 مليونير، و14 “سنتي-مليونير”، ومليارديرين، ما يعكس جاذبيتها كسوق للاستثمار والسياحة الفاخرة.
القارة الإفريقية ككل تحتضن اليوم ثروة قابلة للاستثمار تناهز 2.5 تريليون دولار، موزعة بين 122,500 مليونير، و348 “سنتي-مليونير”، و25 مليارديراً.
ورغم الضغوط الاقتصادية العالمية، يتوقع التقرير أن يرتفع عدد الأثرياء الأفارقة بنسبة 65% في أفق 2033، مع بروز المغرب إلى جانب دول مثل موريشيوس وكينيا ورواندا كقاطرات للنمو الاقتصادي والمالي في القارة.
