أثار مشروع وزارة الشباب والثقافة والتواصل لتنظيم عروض ضوئية باستعمال 800 طائرة مسيّرة فوق موقع شالة الأثري في الرباط، بميزانية تصل إلى 4.3 مليون درهم، جدلاً واسعاً وسط فنانين ومهتمين بالشأن الثقافي.
ففي الوقت الذي تؤكد الوزارة أن هذه المبادرة، المقررة ما بين 25 و28 شتنبر 2025، ستمنح العاصمة بعداً سياحياً جديداً من خلال المزج بين التكنولوجيا والتاريخ، يرى منتقدون أن العرض لا يعكس الهوية المغربية ولا يستحضر التراث الشعبي الأصيل، بل يقدّم مشهداً أقرب إلى العروض الأجنبية المستوردة.
الانتقادات لم تتوقف عند الجانب الفني، بل طالت الكلفة المالية التي وُصفت بأنها “مبالغ فيها”، خصوصاً في ظل حاجات ملحّة لدى قطاعات ثقافية وفنية محلية تعاني من ضعف الدعم وقلة الموارد.
ويعتبر معارضو المشروع أن استثمار ملايين الدراهم في عروض عابرة قد لا يترك أي أثر مستدام على المشهد الثقافي المغربي، كان بالإمكان توجيهه لإعادة تأهيل مواقع أثرية أو دعم الفرق المسرحية والموسيقية التي تكافح من أجل البقاء.
في المقابل، تتمسك الوزارة بوجهة نظرها، معتبرة أن العرض يمثل تجربة غير مسبوقة في المغرب، ويعزز إشعاع الرباط كعاصمة للثقافة الإفريقية والعالمية.

