في موقف لافت، عبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن قلقه البالغ تجاه الأوضاع المتفاقمة في قطاع غزة، واصفًا ما يجري هناك بأنه تجاوز العمليات العسكرية التقليدية، ليصل إلى مستوى “الإبادة الجماعية والتجويع وتصفية القضية الفلسطينية”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة إلى جانب رئيس فيتنام، حيث أطلق السيسي تصريحات شديدة اللهجة، مؤكدًا أن ما يحدث لم يعد متعلقًا بتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن، بل تحوّل إلى معاناة إنسانية مدروسة، تستغل فيها حياة المدنيين الفلسطينيين كورقة تفاوض ومساومة.
الرئيس المصري أبدى استغرابه من صمت المجتمع الدولي، قائلاً إن الضمير الإنساني العالمي “يقف متفرجًا”، محذرًا من أن التاريخ سيتوقف طويلاً عند هذه اللحظة، وسيسجّل مواقف الدول التي اختارت تجاهل ما يحدث، وسيحاسبها.
كما رفض السيسي بشدة ما أسماه “ادعاءات الإفلاس السياسي” التي تتهم مصر بالمشاركة في حصار غزة أو في تجويع سكانها، معتبرًا أن هذا الكلام “غريب وغير مقبول”، ومؤكدًا أن القاهرة تبذل جهودًا متواصلة لإدخال المساعدات الإنسانية، ولعب دور الوسيط لإنهاء الحرب.
وأشار إلى أن المعابر بين غزة والعالم الخارجي ليست جميعها تحت سيطرة مصر، موضحًا أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد الذي تديره القاهرة، بينما تُسيطر إسرائيل على المعابر الأخرى.
وقال الرئيس المصري إن بلاده كانت تُدخل يوميًا مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات، ما بين 600 و700 شاحنة، لتلبية حاجيات أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، وأكد وجود أكثر من 5 آلاف شاحنة إضافية جاهزة للدخول من مصر ودول أخرى.
واختتم السيسي حديثه بتوجيه نداء مباشر للرأي العام العالمي، داعيًا إلى تحمّل المسؤولية تجاه ما يجري، والاعتراف بأن استمرار الصراع على هذا النحو يُهدد بإحداث شرخ دائم في الضمير الإنساني، ويعيد رسم ملامح المنطقة بعيدًا عن العدالة والاستقرار.

