خلال زيارة رسمية إلى الجزائر، اختار مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عدم التطرق نهائيًا لقضية الصحراء المغربية، في موقف أثار استغراب دوائر القرار في الجزائر، التي كانت تترقب تصريحًا يدعم موقفها أو يُعيد النقاش حول الملف.
في لقاءاته الرسمية، بما في ذلك مع الرئيس عبد المجيد تبون، ركّز بولس على قضايا التعاون الأمني والاقتصادي ومكافحة الإرهاب، دون أن يمنح أي مساحة لموضوع الصحراء، رغم محاولات الطرف الجزائري طرحه ضمن جدول المحادثات.
هذا التجاهل لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل عكسته قراءة سياسية واسعة اعتبرت أن واشنطن تُواصل، بصمت دبلوماسي، تثبيت اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، كما أُعلن رسميًا في عهد ترامب.
ويرى مراقبون أن هذا الموقف يعكس تراجع فاعلية الخطاب الجزائري بشأن الصحراء، حتى خلال الزيارات الدولية التي كانت الجزائر تعوّل عليها لكسب الدعم كما يعزز من جهة أخرى الزخم الدبلوماسي المغربي، خصوصًا بعد توالي المواقف الداعمة لمقترح الحكم الذاتي.
الرسالة كانت واضحة مفادها أن ملف الصحراء لم يعد ورقة ضغط على طاولة واشنطن، لا في العلن ولا في الكواليس، وهو ما يؤكد محدودية الرهان الجزائري على تغيّر مواقف القوى الكبرى بخصوص هذه القضية.
