استفاق قطاع غزة، صباح الثلاثاء، على فاجعة جديدة تُضاف إلى سجل الجوع والموت، بعدما أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن وفاة الطفلين يوسف الصفدي وعبد الحميد الغلبان، أحدهما من شمال القطاع والآخر من مدينة خان يونس، بسبب مضاعفات سوء التغذية والمجاعة.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فإن المرافق الطبية في القطاع تستقبل يوميًا مئات الحالات من مختلف الأعمار، يُعانون من درجات متقدمة من الجوع الحاد وسوء التغذية، وسط غياب شبه كامل للقدرة الاستشفائية، سواء من حيث التجهيزات أو الموارد الدوائية.
مصادر طبية مستقلة كشفت، خلال اليومين الماضيين فقط، عن وفاة 23 فلسطينيًا نتيجة الجوع وسوء التغذية، في مؤشر خطير على الانهيار المتسارع للمنظومة الصحية والإنسانية في القطاع المحاصر.
وتُشير التقديرات إلى وجود أكثر من 17 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بعضهم في مراحل متأخرة تهدد حياتهم بشكل مباشر، بينما تُسجل المستشفيات حالات متزايدة من الإجهاد الحاد وفقدان الذاكرة الناتج عن الجوع، في ظل عدم وجود أسِرّة كافية أو أدوية لعلاج هذه الحالات المتفاقمة.
في الوقت الذي يغرق فيه العالم في حسابات سياسية، يدفع أطفال غزة ثمن الحصار ونقص الغذاء والدواء، دون أن تلوح في الأفق أي بادرة جادة لرفع الكارثة التي تفتك بسكان القطاع بصمت.
