في حادثة أثارت موجة غضب واستياء عارمين، تعرّضت طالبة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط لاعتداء عنيف من طرف سائق سيارة أجرة تعمل ضمن تطبيقات النقل الذكي، ما خلف إصابات جسدية ونفسية خطيرة، وطرح من جديد إشكالية أمان المستخدمين لهذه الخدمات.
الحادث وقع مساء أحد الأيام، حين استعملت الطالبة رفقة صديقتها أحد التطبيقات المعروفة لحجز سيارة للعودة إلى المنزل، غير أن المفاجأة كانت عند وصول سيارة تختلف كليًا عن تلك التي ظهرت على التطبيق، سواء من حيث المواصفات أو رقم اللوحة، كما أن السائق لم يكن وحده، بل كان مرفوقًا بامرأة، ما أثار قلق الفتاتين ودفعهما لرفض الصعود.
رفض الطالبة ركب السيارة لم يُقابل بتفهّم أو اعتذار، بل برد فعل هستيري من السائق الذي انقضّ على هاتفها بعنف حين حاولت تصوير الوضع، قبل أن يتحول الموقف إلى اعتداء جسدي مباشر في الشارع العام، أصيبت خلاله الطالبة بكسر في أربعة من أسنانها ورضوض قوية في الفك والرأس، فيما نالت صديقتها نصيبها من العنف أثناء محاولة الدفاع عنها.
نُقلت الضحية في حالة حرجة إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط صدمة نفسية شديدة، في حين تم وضع شكاية لدى الشرطة التي باشرت تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية المعتدي، الذي يُعتقد أنه لا يتطابق مع بيانات التطبيق، ما يثير فرضية انتحال الهوية أو مشاركة الحساب بين عدة سائقين بشكل غير قانوني.
الواقعة أثارت أيضًا تعاطفًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من المواطنين والطلبة عن تضامنهم مع الطالبة، مطالبين بإجراءات صارمة ضد المعتدي، وبإعادة النظر في تنظيم قطاع النقل عبر التطبيقات، بما يحمي حقوق الركاب ويوفّر بيئة آمنة وخاصة للنساء.
