وجدت صحيفة ليكيبالفرنسية نفسها في قلب عاصفة من الانتقادات، بعدما نشرت في تقرير حديث خريطة للمغرب حُذفت منها أقاليمه الجنوبية، في خطوة وُصفت بالمستفزة والمخالفة للحقائق الجغرافية والسياسية المعترف بها دوليًا، خاصة من طرف الدولة الفرنسية نفسها.
التقرير، الذي خُصص لتسليط الضوء على الاستعدادات المغربية المكثفة لاستضافة أحداث رياضية كبرى، بينها كأس العالم 2030 وكأس أمم إفريقيا للرجال والسيدات، لم يكن ليسبب جدلًا لولا هذه “السقطة التحريرية” التي فجرت موجة غضب في الأوساط المغربية وعلى مواقع التواصل.
ورغم أن فرنسا الرسمية – ممثلة برئيسها إيمانويل ماكرون – كانت قد عبّرت صراحة عن دعمها لمغربية الصحراء، حيث قال ماكرون خلال زيارة إلى الرباط في أكتوبر الماضي إن “حاضر ومستقبل الصحراء لا يمكن تصورهما إلا تحت السيادة المغربية”، فإن ما أقدمت عليه الصحيفة الفرنسية بدا وكأنه طعن في هذا الموقف.
المثير أن وزارة الخارجية الفرنسية، على موقعها الرسمي، تعتمد خريطة المغرب كاملة، بما فيها الأقاليم الجنوبية، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة لـليكيب، التي اتُّهمت بترويج مغالطات تضرب في عمق قضية وطنية لا تقبل المساومة.
المغاربة اعتبروا ما حدث استفزازًا غير مبرر، وطالبوا الصحيفة بتقديم اعتذار رسمي وتصحيح الخطأ، مؤكدين أن “وحدة التراب الوطني ليست تفصيلا إعلاميًا ولا وجهة نظر”، بل تمثل خطًا أحمر في وعي الأمة المغربية.
وفي ظل الصمت المستمر من جانب إدارة الصحيفة، يزداد الضغط الشعبي والدبلوماسي لإلزام ليكيب بالتحلي بالمسؤولية، خصوصًا مع قرب انطلاق تظاهرات كبرى تستضيفها المملكة، يُرتقب أن تجذب أنظار العالم.
