شهدت مدينة ابن جرير، يوم الجمعة الماضية، تسجيل درجات حرارة استثنائية جعلتها تحتل المرتبة العاشرة ضمن قائمة أكثر المدن حرارة في العالم، وذلك وفق بيانات موقع Eldorado Weather المتخصص في رصد الأحوال الجوية الدولية.
وسجّلت المدينة الواقعة في إقليم الرحامنة 46.5 درجة مئوية، متقدمة بذلك على مدن شهيرة بحرارتها المرتفعة في آسيا وإفريقيا، وهو ما يعكس شدة الموجة الحارة التي تجتاح التراب المغربي منذ بداية الأسبوع الجاري.
القنيطرة وتارودانت تلتحقان بالقائمة
إلى جانب ابن جرير، ضمّ التصنيف مدينتين مغربيتين أخريين هما القنيطرة، التي جاءت في المرتبة 14 بحرارة بلغت 45.8 درجة، وتارودانت التي حلّت في المرتبة 15 بحرارة تجاوزت 45 درجة، ما يكشف عن نطاق جغرافي واسع لتأثيرات موجة الحر داخل المملكة.
الظاهرة مرتبطة بـ”الشركي”
وتعزى هذه الأجواء الحارة إلى تأثير رياح الشركي، المعروفة بجفافها وارتفاع حرارتها، ما جعل المديرية العامة للأرصاد الجوية تصدر نشرات إنذارية حمراء وبرتقالية، محذرة من مخاطر صحية محتملة، خصوصًا على المسنين والأطفال والمصابين بالأمراض المزمنة، ومؤكدة على ضرورة تفادي التعرض المباشر للشمس بين منتصف النهار والرابعة بعد الزوال.
العالم يحترق.. والمغرب ليس استثناء
وتزامنًا مع الوضع المناخي في المغرب، تصدّرت مدن خليجية مثل الأحساء في السعودية والفهود في سلطنة عمان والكويت القائمة بدرجات حرارة تجاوزت 48 مئوية، مما يسلط الضوء على اتساع رقعة الحرارة القصوى عالميًا، في ظل تحذيرات منظمات المناخ من تسارع آثار الاحتباس الحراري.
نداء بيئي ملح
وتحذر هيئات بيئية من أن استمرار هذه الظواهر وامتدادها سيؤثر مستقبلا على المنظومات الزراعية والمائية بالمغرب، مشددة على أهمية تكييف السياسات الحضرية والصحية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، لا سيما في المدن الداخلية التي أصبحت مرشحة لتسجيل أرقام قياسية جديدة خلال السنوات المقبلة.