في تصعيد غير مسبوق يهدد بإعادة رسم معادلات الأمن في الشرق الأوسط، أطلقت إيران، مساء الإثنين، هجومًا عسكريًا ضد أهداف أمريكية متمركزة في العراق وقطر، في ما وصفته برد مباشر على الضربات التي نفذتها القوات الأمريكية ضد منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية.
ووفق مصادر إيرانية رسمية، فإن العملية التي حملت اسم “بشائر الفتح” تمثل بداية رد عسكري مفتوح على ما تعتبره طهران اعتداءً سياديًا خطيرًا على بنيتها الاستراتيجية.
الهجوم شمل، بحسب تقارير متقاطعة، إطلاق صواريخ باتجاه قاعدة العديد الجوية في قطر – التي تعد واحدة من أكبر القواعد الأميركية في المنطقة – إلى جانب مواقع أمريكية داخل العراق.
وفي وقتٍ لم تُعرف فيه حتى اللحظة كل تفاصيل الخسائر أو الأهداف التي أصيبت بدقة، أكدت مصادر أميركية لموقع “أكسيوس” أن ستة صواريخ على الأقل أُطلقت نحو القاعدة في قطر.
على الجانب القطري، أصدرت وزارة الدفاع بيانًا أكدت فيه نجاح منظومتها الدفاعية في اعتراض الصواريخ، مشيرة إلى عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية.
كما أكدت أن المجال الجوي للبلاد لا يزال تحت السيطرة الكاملة، وأن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى.
وفي موقف دبلوماسي حازم، عبّرت وزارة الخارجية القطرية عن استيائها مما جرى، واعتبرت استهداف القاعدة الأميركية الواقعة على أراضيها خرقًا واضحًا للسيادة الوطنية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
الضربة الإيرانية تأتي في أعقاب سلسلة من التطورات المتسارعة التي انطلقت منذ 13 يونيو، حين بدأت إسرائيل حملة عسكرية طالت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، وأسفرت عن مقتل شخصيات بارزة من بينها قيادات عليا في الحرس الثوري وعلماء في مجال الطاقة النووية. وبعد أيام من الترقب، انخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع عبر قصف منشآت نووية رئيسية مثل نطنز وفوردو، مما دفع طهران إلى التصعيد الفوري.
ورغم الطابع العسكري المباشر للعملية الإيرانية، إلا أن أبعادها الدبلوماسية والاستراتيجية أوسع من ذلك، إذ تُدخل الأراضي القطرية، للمرة الأولى منذ سنوات، في قلب ساحة الردود المتبادلة، وهو ما قد يُعقّد الموقف السياسي للدوحة التي تسعى منذ فترة للحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية.
الرد الإيراني بهذا الشكل يفتح بابًا واسعًا على احتمالات غير مضمونة العواقب، فبينما تؤكد واشنطن أن ضرباتها جاءت في سياق منع طهران من تطوير برنامجها النووي، ترى إيران أن المسّ بمنشآتها الاستراتيجية يبرر الرد بقوة.
وفي ظل هذه المعادلة المتأزمة، تبقى المنطقة بأكملها معرضة لهزات جديدة، قد لا تظل محصورة داخل حدود إيران أو القواعد الأميركية وحدها.

