في تحرك عاجل لمعالجة موجة السخط التي أثارتها الأشغال الرديئة بساحة “سور المعكازين” وسط مدينة طنجة، قرر والي جهة طنجة تطوان الحسيمة إعفاء المهندس المكلف بالإشراف على المشروع، عقب ظهور اختلالات واضحة بعد ساعات فقط من افتتاح الساحة بحلتها الجديدة.
القرار جاء بعد زيارة ميدانية فاجأ بها الوالي يونس التازي موقع الساحة، حيث وقف شخصيًا على العيوب التي كشفتها الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، معبّرًا عن استيائه من الوضع، ومعتبرًا أن المشروع لا يرقى إلى مستوى المكانة التاريخية والرمزية لهذه الساحة الشهيرة.
وقد أعقب هذه الزيارة عقد سلسلة من الاجتماعات المكثفة بمقر الولاية، بحضور عدد من التقنيين والمهندسين، تم خلالها تحميل المسؤوليات والاتفاق على إعادة المشروع من البداية، بتكليف مهندس معماري جديد لإعداد تصميم بديل يراعي الجمالية والهوية المعمارية لمدينة طنجة.
التصميم المنتظر لن يقتصر على معالجة العيوب الحالية، بل سيشمل تصورًا شاملاً يشمل الأرضيات وتركيبة الفضاء، مع تثبيت تمثال يجسد رمزية “سور المعكازين” في الذاكرة الجماعية للطنجاويين.
وخلال الاجتماع الميداني الذي أعقب الزيارة، تقرر إغلاق الساحة من جديد لإعادة التهيئة، مع تشكيل لجنة خاصة لمراقبة جودة الأشغال، ومنع تكرار ما وصفه الوالي بالإساءة لمعالم المدينة.
هذا القرار لقي ارتياحًا كبيرًا لدى الساكنة، التي طالبت منذ البداية باحترام تاريخ المدينة وفضاءاتها الرمزية، محذرين من تكرار سيناريوهات تشويه الهوية العمرانية بسبب سوء التدبير وضعف الجودة في إنجاز المشاريع.
