في تطور خطير ينذر بتصعيد إقليمي واسع، نفذت إسرائيل، فجر الجمعة 13 يونيو 2025، ضربة جوية دقيقة على مواقع استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية، أسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، في ضربة غير مسبوقة وصفتها طهران بـ”الاعتداء الصارخ على السيادة والدماء”.
الانفجارات العنيفة التي هزّت العاصمة الإيرانية طهران مع ساعات الفجر الأولى، كانت إيذانًا ببدء فصل جديد في الصراع الخفي بين تل أبيب وطهران.
بعد ساعات من الصمت الرسمي، أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية، وعبر بيان مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، مقتل عدد من الشخصيات القيادية البارزة في الحرس الثوري ومؤسسات الأبحاث النووية.
اغتيال جنرالات وعقول نووية
وأكدت طهران مقتل الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، المعروف بدوره الحاسم في رسم العقيدة القتالية للمؤسسة العسكرية الإيرانية، والجنرال محمد باقري، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة وأحد أبرز العقول الاستخباراتية، إضافة إلى فريدون عباسي دوائي، العالم النووي البارز والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية.
كما أُعلن عن مقتل اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء”، والعالم أحمد رضا ذو الفقاري، ووردت تقارير غير مؤكدة حول اغتيال رئيس جامعة آزاد الإسلامية محمد مهدي طهرانجي، وإصابة المستشار العسكري للمرشد علي شمخاني بجراح خطيرة.
تل أبيب تعلن الطوارئ.. وتترقب الرد
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، حالة الطوارئ الوطنية، مؤكدًا أن الهجوم “وقائي” وجاء لتقويض بنية الردع الإيرانية، مؤكدًا أن الضربة نُفذت دون مشاركة مباشرة من الولايات المتحدة، رغم علم واشنطن المسبق بما وصفته بـ”الإجراء الوشيك”.

تحركات إسرائيل جاءت في أعقاب تهديدات متكررة من طهران، وسط تعثر واضح في المفاوضات النووية المقررة في سلطنة عمان خلال أيام. وقال كاتس إن تل أبيب تتوقع “ردًا عنيفًا جدًا في الساعات أو الأيام المقبلة، سواء من طهران أو من وكلائها في المنطقة”.
واشنطن تُخلي.. وطهران تتوعد
بالتزامن مع الضربة، بدأت الولايات المتحدة إجلاء موظفيها من بعثاتها في العراق، ورفعت حالة التأهب في قواعدها بالمنطقة، فيما نقلت مصادر أميركية عن تقييم استخباراتي يشير إلى احتمال هجوم إيراني وشيك على مصالح أميركية وإسرائيلية.
من جهته، توعّد المرشد الإيراني خامنئي بـ”ردّ حاسم”، مؤكدًا أن “دماء القادة لن تذهب سدى، وأن المهمة ستستمر بأيدٍ أخرى”. وبثت القنوات الإيرانية مشاهد تعزية وتشييع رمزي للضحايا، مع دعوات عامة للتعبئة والاستنفار.
بين التصعيد والردع.. المنطقة على حافة الانفجار
يرى مراقبون أن الهجوم الإسرائيلي يهدف إلى إجهاض أي مفاوضات نووية محتملة من موقع القوة، وإرباك الحسابات الإيرانية عبر اغتيال نخبتها العسكرية والعلمية. ويرجّح البعض أن تل أبيب تسعى لخلط الأوراق قبل أي انفراجة محتملة في محادثات عمان، في ظل تراجع الحضور الأميركي المباشر في إدارة المواجهة.
في المقابل، لا يستبعد محللون أن تلجأ إيران إلى الرد عبر ميليشياتها في لبنان والعراق وسوريا واليمن، أو حتى عبر هجوم مباشر على إسرائيل أو مصالح غربية، ما يفتح الباب أمام مواجهة شاملة قد تتجاوز حدود الردع.
وفي انتظار الرد الإيراني، تبقى العيون شاخصة نحو طهران، حيث سيُحدد شكل الرد القادم، ما إذا كانت المنطقة على أعتاب مواجهة كبرى، أو في بداية تسوية يُراد فرضها بالنار.