منتدى كفاءات إقليم تاونات يجدد لقاءه مع الوزير بنسعيد لطرح قضايا الثقافة والشباب بالإقليم
في إطار الدينامية التي أطلقها منذ تأسيسه، جدد “منتدى كفاءات إقليم تاونات” لقاءه مع وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد مهدي بنسعيد، وذلك بمقر الوزارة – قطاع الثقافة – بالرباط. اللقاء، الذي عُقد يوم الخميس، يأتي في سياق مواصلة المنتدى لجهوده الرامية إلى لفت الانتباه إلى التحديات التي تواجه إقليم تاونات، لا سيما في ما يتعلق بضعف البنيات الثقافية وقلة الفرص المتاحة أمام الشباب.
وقد افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من السيد الوزير، قبل أن يتناول الكلمة رئيس المنتدى، الإعلامي إدريس الوالي، الذي عبّر عن شكره للوزير وطاقم الوزارة على تفاعلهم الإيجابي، مشيدًا باستمرار سياسة الانفتاح التي تنهجها الوزارة تجاه الفاعلين المدنيين. وذكّر الوالي بأن هذا اللقاء هو الثاني من نوعه بعد لقاء أول جرى بتاريخ 4 ماي 2022، ما يعكس تواصلاً مؤسساً بين الطرفين.
من بين النقاط الإيجابية التي تم تسجيلها خلال اللقاء، إعلان الوزارة عن تخصيص دعم مالي لأول مرة لفائدة المنتدى، لإنجاز مشروعين ثقافيين خلال سنة 2025، أحدهما يتمثل في تنظيم “مهرجان الشعر لإدريس الجاي بتاونات”، فيما يحمل المشروع الثاني عنوان “تراث وفن تاونات بعاصمة الأنوار – الرباط”. ويهدف المشروعان إلى إبراز التراث الثقافي للمنطقة، وتشجيع الإبداع المحلي، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب التاوناتي.
وفي مداخلته، شدد الوالي على أهمية النهوض بالشأن الثقافي في الإقليم، داعيًا إلى تعزيز العناية بالموروث المحلي في مختلف تجلياته. كما عبّر عن قلقه من غياب بنية ثقافية قوية بالإقليم، واستعرض أمام الوزير عدداً من الإشكالات ذات الطابع الاستعجالي، وعلى رأسها الوضعية المقلقة للمركب الثقافي بمدينة تاونات، الذي لا يزال متعطلاً منذ أكثر من عشر سنوات، ما يحرم الشباب والمثقفين من فضاء يحتضن إبداعاتهم وتكويناتهم.
كما دعا المنتدى إلى تخصيص دعم أكبر للمهرجانات الثقافية والفنية التي تقام بالإقليم، ومن بينها مهرجان الفروسية بتيسة، مهرجان الطقطوقة الجبلية، مهرجان الزيتون بغفساي، مهرجان السنوسية بقرية أبا محمد، ومهرجان التين، باعتبارها تظاهرات تساهم في تنشيط الساحة الثقافية وتثمين التراث المحلي.
وسجل اللقاء كذلك دعوة صريحة من المنتدى إلى دعم الجمعيات الثقافية الجادة بالإقليم، مع اقتراح تمويل مشروع متحف خاص بمدينة تاونات لصاحبه رضوان البقال، وهو مشروع يحظى باهتمام إعلامي واسع من داخل وخارج المغرب، نظرًا لما يقدمه من توثيق لذاكرة المنطقة.
في سياق متصل، حظيت قضية قلعة “أمركو” باهتمام خاص خلال اللقاء، حيث أعاد الأستاذ سعيد الغولي، الكاتب العام للمنتدى، طرح هذا الملف على طاولة الوزير، مشددًا على البعد التاريخي العميق للقلعة، ومشيرًا إلى أنه يضع نفسه رهن إشارة مصالح الوزارة لتقديم نتائج أبحاثه العلمية حولها، والتي تؤكد أنها رومانية الأصل، خلافًا لما ذهب إليه عدد من المؤرخين. وقد تفاعل الوزير بشكل مباشر مع هذا الملف، وأعطى تعليماته لمدير التراث للتنسيق مع الغولي، مؤكدًا أن الوزارة تتجه نحو تبني هذا الطرح، مع الإعلان عن انطلاق الأبحاث الميدانية بشأن القلعة في أكتوبر المقبل.
كما نوه الدكتور محمد بكوري، أمين مال المنتدى، بالمبادرات التي تقوم بها الوزارة، وطالب بمزيد من الانخراط والدعم لخدمة الصالح العام وتنمية الإقليم.
وقد تفاعل الوزير بشكل إيجابي مع مختلف المقترحات والمطالب، معربًا عن تفهمه للأوضاع الثقافية المتردية في الإقليم، وأصدر تعليماته للفريق المرافق له من أجل متابعة الملفات المعروضة، ومباشرة الإجراءات اللازمة لتنفيذها.
يذكر أن الوفد الذي مثل منتدى كفاءات إقليم تاونات خلال هذا اللقاء ضم عدداً من الأسماء البارزة، من بينهم إدريس الوالي، الدكتور محمد بكوري، محمد البوكيلي، الدكتورة فاطمة مازي، جواد أتويول، إكرام الأزرق، زكرياء الغلماني، وسعيد الغولي.
ويشار إلى أن منتدى كفاءات إقليم تاونات، الذي تأسس في يناير 2020، يضم شبكة واسعة من أبناء الإقليم داخل المغرب وخارجه، ويضم أطرًا وكفاءات من مجالات متعددة، ويهدف إلى خلق جسور التعاون من أجل تنمية الإقليم والدفاع عن قضاياه الحيوية في مختلف المجالات.