Ilayki invest

سفينة مغربية تُبصر النور من أحواض سان فرناندو: شراكة دفاعية متقدمة بين الرباط ومدريد

0

شهدت مدينة سان فرناندو الإسبانية لحظة فارقة في العلاقات المغربية الإسبانية، بإطلاق سفينة دورية بحرية متطورة صُممت خصيصاً للبحرية الملكية المغربية داخل ورش “نافانتيا”، إحدى أعرق الشركات الإسبانية المتخصصة في الصناعات الدفاعية البحرية.

الحدث حمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز كونه مجرد تسليم سفينة، ليترجم طموح البلدين نحو بناء تعاون صناعي متين يمتد على سنوات مقبلة.

السفينة الجديدة، التي أنجزت برقم الإنشاء 565، تمثل ثمرة عمل استغرق ثلاث سنوات وتطلب أكثر من مليون ساعة عمل، بمشاركة حوالي 1100 يد عاملة بشكل مباشر وغير مباشر، حيث يبلغ طولها 87 متراً وعرضها 13 متراً، ما يمنحها قدرة تشغيلية عالية ومرونة في تنفيذ المهام بعرض البحر، مع طاقم مكون من 60 عنصراً.

في مراسم الإطلاق، حضرت شخصيات وازنة من الجانبين، بينها مسؤولون محليون وقادة عسكريون. وأثنى ألبرتو سيرفانتيس، المسؤول عن قسم الكورفيتات بالشركة المصنعة، على المشروع واعتبره بداية لسلسلة تعاون طويلة الأمد، كما حرص على استحضار اسم سلفه، خوسيه أنطونيو رودريغيث بوتش، صاحب أول مبادرة للتعاون المغربي الإسباني في المجال الدفاعي البحري.

أما ممثل البحرية المغربية، الكابتن محمد الفضيلي، فقد أكد أن السفينة تدخل ضمن رؤية المغرب لتحديث أسطوله البحري، تطبيقاً لتوجيهات الملك محمد السادس، مبرزاً جاهزيتها التقنية العالية وأنظمتها الذكية التي تخفف من التكاليف وتطيل عمرها التشغيلي.

رئيس شركة “نافانتيا”، ريكاردو دومينغيث، عبر بدوره عن سعادته العميقة بهذا الإنجاز، معتبراً أن نجاح المشروع لا يقتصر على المستوى التقني، بل يجسد علاقة ثقة وشراكة ناضجة بين بلدين صديقين يتقاسمان نفس الرهانات الإقليمية.

الحدث لم يكن تقنياً فقط، بل رافقته رمزية كبيرة لحظة ضغط زر إنزال السفينة إلى البحر، حيث قام الفضيلي وسيرفانتيس بهذه الخطوة وسط تصفيق الحاضرين، إيذاناً ببدء فصل جديد من التعاون البحري.

المشروع لم يقتصر على بناء السفينة، بل تضمن أيضاً حزماً متقدمة من الدعم اللوجستي والتقني، بالإضافة إلى دورات تكوينية لفائدة الطاقم المغربي في إسبانيا، ما يضمن انتقالاً سلساً نحو التشغيل الفعلي للسفينة.

Ilayki invest

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.