في لقطة غير مألوفة على السجادة الحمراء، تحوّلت لحظة استقبال رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في العاصمة الألبانية تيرانا إلى مادة دسمة للنقاش والتعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما اختار رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أن يحيي ضيفته بطريقة أثارت دهشة البعض وإعجاب آخرين.
فبمجرد وصول ميلوني للمشاركة في قمة المجتمع السياسي الأوروبي، تقدّم راما بخطى ثابتة، وضع مظلته جانبًا، ثم ركع على ركبة واحدة أمامها وضمّ يديه على طريقة “ناماستي” الآسيوية، في إيماءة رمزية اعتبرها البعض تصرفًا مفرطًا في التهذيب، فيما رأى فيها آخرون تعبيرًا رقيقًا عن التقدير الشخصي.
ردة فعل ميلوني لم تخلُ من طرافة، إذ علقت مبتسمة: “إنه يفعل ذلك فقط ليكون في طولي”، في إشارة ساخرة إلى فارق القامة الكبير بينهما، حيث يبلغ طولها 1.5 متر، بينما يتجاوز طول راما المترين، ما أضفى جوًا من المرح على الاستقبال الرسمي وجعل اللقطة تنتشر بسرعة عبر وسائل الإعلام.
التفاعل الجماهيري حول هذا المشهد تراوح بين من رأى في سلوك راما لمسة “فروسية دبلوماسية” تعكس العلاقة الشخصية القوية بين الزعيمين، ومن انتقد ما اعتبره خرقًا للبروتوكول الدبلوماسي وتجاوزًا للمألوف في اللقاءات الرسمية.
غير أن هذه ليست المرة الأولى التي يفاجئ فيها راما نظيرته الإيطالية بتصرفات ودودة لافتة، فقد سبق أن قدّم لها وشاحًا وغنّى لها أغنية “عيد ميلاد سعيد” خلال قمة نظمت في أبوظبي مطلع العام الجاري.
تجدر الإشارة إلى أن قمة المجتمع السياسي الأوروبي التي احتضنتها تيرانا ناقشت مواضيع استراتيجية كأمن القارة، وأزمة الطاقة، وسياسات الهجرة، في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، وبالرغم من جدية القضايا المطروحة، سرق مشهد التحية غير التقليدية الأضواء، وأضفى نكهة إنسانية على أجواء القمة.
