سقط صاروخ أطلقه الحوثيون من اليمن باتجاه إسرائيل يوم الأحد قرب مطار بن جوريون، المطار الدولي الرئيسي في إسرائيل، ما أدى إلى تصاعد عمود من الدخان إلى السماء وأثار الذعر بين الركاب في مبنى المسافرين.
وأعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران مسؤوليتهم عن الهجوم الصاروخي. وكثفت جماعة الحوثي إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الآونة الأخيرة قائلة إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد.
وقال في مقطع مصور نشره مكتبه “نفذنا هجمات في أوقات سابقة، وسنشن أخرى في المستقبل”.
واستعرض يائير هتسروني القائد الكبير في الشرطة الإسرائيلية أمام الصحفيين حفرة ناجمة عن سقوط الصاروخ، الذي قالت سلطات المطار إنه سقط بجانب طريق قرب مرأب سيارات تابع لمبنى المسافرين رقم 3. ويقع المطار قرب مدينة تل أبيب.
وقال هتسروني “يمكنكم رؤية المشهد خلفنا هنا مباشرة، حدثت حفرة قطرها عشرات الأمتار وعمقها عشرات الأمتار أيضا”، مضيفا أنه لم تقع أضرار جسيمة.
وذكرت القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية أن نتنياهو سيجتمع مع وزراء الأمن ومسؤولي الدفاع يوم الأحد لبحث كيفية الرد.
واعترضت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية معظم عمليات إطلاق الصواريخ من اليمن، باستثناء ضربة أصابت تل أبيب العام الماضي.
والصاروخ الذي أطلق يوم الأحد هو الوحيد الذي لم تعترضه إسرائيل ضمن سلسلة صواريخ أطلقت خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال الجيش إنه يحقق فيما حدث.
وأضاف “في نحو الساعة 9:18 من صباح اليوم (06:18 بتوقيت جرينتش)، رصد الجيش إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وفقا للبروتوكول، دوت صفارات الإنذار في عدد من المناطق في إسرائيل”.
وتابع “بذلت محاولات عدة لاعتراض الصاروخ. ورصدت إصابة في منطقة مطار بن جوريون”.

* هجمات أمريكية على الحوثيين
سمع مراسل من رويترز في المطار دوي صفارات الإنذار وشاهد الركاب يركضون نحو الغرف الآمنة.
ونشر عدة أشخاص مقاطع مصورة التقطوها بهواتفهم الذكية تظهر تصاعد عمود من الدخان الأسود ظاهر للعيان في مكان قريب خلف طائرات متوقفة ومباني المطار. كما أظهرت صور طريقا قريبا ينتشر به الغبار والحطام.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن ثمانية أشخاص نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج من إصابات تراوحت بين طفيفة ومتوسطة.
وأعلن يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين يوم الأحد مسؤولية الجماعة اليمنية عن إطلاق الصاروخ، وحذر شركات الطيران من أن المطار الإسرائيلي لم يعد آمنا للسفر.
وقال المتحدث “انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة، نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار بن جوريون في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي… تجدد القوات المسلحة اليمنية تحذيرها لكافة شركات الطيران العالمية من مواصلة رحلاتها إلى مطار بن جوريون كونه أصبح غير آمن لحركة الملاحة”.
وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إن عمليات الإقلاع والهبوط استؤنفت وإن الأنشطة في مطار بن جوريون عادت إلى طبيعتها، وذلك بعد ورود تقارير عن توقف الحركة الجوية وإغلاق طرق الوصول إلى المطار.
لكن عددا من شركات الطيران أعلنت إلغاء رحلاتها من تل أبيب وإليها، ومنها لوفتهانزا ودلتا وآي.تي.إيه إيرويز وإير فرانس. وكان من المقرر أن تنطلق بعض هذه الرحلات يومي الاثنين أو الثلاثاء.
وجاءت الضربة الصاروخية في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى أن وزراء إسرائيليين على وشك إقرار خطط لتوسيع العملية العسكرية في غزة، والتي استؤنفت في مارس آذار بعد وقف لإطلاق النار استمر شهرين، مما أدى إلى توعد الحوثيين بمواصلة قصف إسرائيل بالصواريخ.
وتعثرت الجهود الرامية لاستئناف إطلاق النار حتى الآن، وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس آذار بشن ضربات واسعة النطاق على جماعة الحوثي للحد من قدراتها وردعها عن استهداف الشحن التجاري في البحر الأحمر. وتسببت هذه الهجمات في مقتل المئات في اليمن.
وبدأ الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن، استهداف إسرائيل وحركة الشحن في البحر الأحمر أواخر عام 2023، خلال الأيام الأولى للحرب بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة.
واندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة. وتقول السلطات الصحية في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع بعد ذلك تسببت في مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني وتدمير أجزاء شاسعة منه.