وسط تصاعد حالة التوتر الداخلي والانقسام الحاد الذي تعيشه إسرائيل منذ أشهر، خرج زعيم المعارضة يائير لبيد بتحذير مدوٍ، ينبّه فيه إلى اقتراب ما وصفها بـ”الكارثة القادمة”، مؤكدًا أن التهديد لم يعد خارجيًا فحسب، بل ينذر بتفجر الوضع من الداخل في شكل “اغتيالات سياسية” قد تطال شخصيات بارزة، في ظل مناخ مشحون بالتحريض والاحتقان.
وفي تصريحات غير مسبوقة، أشار لبيد إلى أن جهاز الشاباك نفسه، ممثلًا في رئيسه رونين بار، أصبح عرضة لتهديدات جدية، في مشهد يعكس حجم التدهور الذي أصاب المؤسسات الأمنية والسياسية.
واتهم لبيد من وصفهم بـ”الجهات المسيطرة على الحكم منذ 7 أكتوبر”، في إشارة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، بتأجيج الخطاب العنفي الذي يهدد، على حد قوله، بنسف أسس الديمقراطية الإسرائيلية من الداخل.
وأكد زعيم المعارضة أن إسرائيل تعاني من انقسام داخلي غير مسبوق، يُضعف قدرتها على التعامل مع التحديات الأمنية الخارجية، سواء من جهة المقاومة الفلسطينية في غزة أو من طهران، مشددًا على أن استمرار هذا الانقسام سيحوّل الديمقراطية إلى “خطر وجودي” بدلاً من أن تكون صمام أمان.

وطالب لبيد بوقف فوري لما وصفه بـ”آلة التحريض”، داعيًا إلى إسكات الأصوات الوزارية والإعلامية المتطرفة داخل معسكر نتنياهو، وتمكين جهاز الشاباك من صلاحيات أوسع للتصدي للتهديدات التي باتت تُطلق من داخل المعسكر ذاته.
وفي الوقت ذاته، لم يتردد لبيد في تحميل المسؤولية الأمنية لرئيس الشاباك، معتبرًا أنه كان يجب أن يستقيل منذ الفشل الأمني الذي تمثل في هجوم السابع من أكتوبر، والذي شكّل نقطة تحول فارقة في الوضع الأمني والسياسي بإسرائيل.
يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه إسرائيل أزمات متلاحقة، أبرزها تداعيات الحرب المستمرة على غزة، والضغوط الشعبية المتصاعدة للمطالبة باتفاق يعيد الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وسط توتر سياسي زاد حدته قرار نتنياهو إقالة رئيس الشاباك، وهو القرار الذي تم تعليقه مؤقتًا بقرار من المحكمة العليا.
وبينما تغلي الساحة الإسرائيلية بالانقسامات، تتزايد المخاوف من أن يتكرّر سيناريو اغتيال سياسي مشابه لما حدث في تسعينيات القرن الماضي، حين قُتل رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين.