Ilayki invest

الصحراء مغربية.. والمغرب يكتب الفصل الأخير من النزاع

0

وسط تسارع الأحداث الإقليمية والدولية، خرج المغرب برسالة لا لبس فيها وهي أن زمن التردد انتهى، والساعة قد اقتربت لحسم نزاع الصحراء بشكل نهائي، فقد أكد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على إغلاق ملف الصحراء المغربية، في خطوة وُصفت بأنها تتويج لعقود من العمل الدبلوماسي الهادئ والحازم.

تصريح عمر هلال لم يكن عادياً، بل اختار لحظته بعناية، وربطه بأفق زمني شديد الرمزية وهو الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء، التي أطلقها الحسن الثاني طيب الله ثراه، واستكملها الملك محمد السادس برؤية سيادية تُفهم في العواصم الكبرى وتُترجم إلى مواقف ملموسة.

في الخلفية، يظل الدعم الأمريكي حجر الأساس في هذا التحول، فقد جدد الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب موقف بلاده الثابت من مغربية الصحراء، وهو القرار التاريخي الذي أعلن عنه لأول مرة سنة 2020، وظل سارياً رغم تغير الإدارات، واليوم، يعاد التأكيد عليه بقوة، كرسالة إلى الداخل والخارج مفادها أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للتنفيذ.

MDJS 350

كل هده الأحداث تجري وسط صمت مرتبك من الجار الشرقي، الذي فقد البوصلة أمام تسارع الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على صحرائه.

النظام الجزائري، الذي أغرق الملايير في شراء المواقف الفاشلة، يجد نفسه اليوم في عزلة خانقة، وقد بدأت أصوات حتى من داخله تهمس بأن المغامرة قد طالت أكثر مما ينبغي، وأن “ورقة البوليساريو” لم تعد تصلح حتى للمناورة الدبلوماسية.

ما يجري اليوم ليس صدفة، بل نتيجة تراكم عمل مؤسساتي مدروس، تقوده الدبلوماسية المغربية وفق توجه ملكي واضح مفاده لا تنازل عن شبر من الأرض، ولا تساهل مع مناورات الخصوم، فالصحراء ليست قضية حدود، بل مسألة وجود وهوية وسيادة.

وإن كانت هناك محطة منتظرة، فهي نونبر القادم، حيث يتطلع المغاربة إلى أن تتحول ذكرى المسيرة الخضراء إلى إعلان دولي بانتهاء النزاع،  عندها فقط، سيغلق هذا الملف إلى غير رجعة، وسيفتح الباب واسعًا لبناء مغرب قوي في محيطه الإفريقي، لا يعترف بالانفصال ولا يقبل بالمساومة.

Ilayki invest

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.