كاب 24 _ عزيز بنعبد السلام
في مدينة فانتا الفنلندية، حيث يلتقي الشمال الأوروبي بتنوع الثقافات، تبرز نعيمة العيساوي، المرأة المغربية المنحدرة من مدينة تازة، كأول مغربية تفوز بمقعد انتخابي في فنلندا، وتستعد اليوم لخوض غمار ولاية ثانية في مجلس المدينة. في هذا الحوار الشامل مع “كاب 24″، تكشف العيساوي عن مسيرتها، دوافع ترشحها، ورؤيتها لمدينة أكثر عدالة واندماجًا.
من هي نعيمة العيساوي؟
نعيمة العيساوي أم لثلاثة أطفال في سن الدراسة، وخبيرة في الشؤون المالية تعمل كمراقبة أعمال في القطاع العام، تنحدر نعيمة العيساوي من من أصول ريفية بالمغرب التي تنحدر من ضواحي اكنول واجدير التي تبعد عن مدينة تازة 60 كيلومترات تقريبا لتصبح واحدة من أبرز الأصوات الداعية إلى العدالة الاجتماعية في فنلندا. عبرت عن سعادتها لتمثيل ساكنة مدينة فانتا، مؤكدة على عزمها التعبير عن مشاكل مدينتها وخدمة قضاياها بعمل دؤوب وإيصال أصوات الناخبين إلى أصحاب القرار.
بدأت مسيرتها السياسية عام 2017، وتمكنت من تحقيق إنجاز تاريخي بفوزها بعضوية مجلس مدينة فانتا عام 2021، لتكون أول مغربية تحقق هذا الإنجاز في فنلندا. تشغل حاليًا منصب نائبة رئيس المجموعة الديمقراطية الاجتماعية في المجلس البلدي، بالإضافة إلى عضويتها في عدة لجان حيوية مثل لجنة التربية والتعليم، اللجنة الاستشارية للتعددية الثقافية، ولجنة التدقيق و عضوة ايضا في لجنة الإنقاذ بمنطقة الرفاهية فانتا-كيرافا.
إهتمامها بالقضايا الاجتماعية: الاندماج والمساواة في الصدارة
عرفت نعيمة العيساوي بتركيزها على القضايا الاجتماعية، خاصة حقوق المهاجرين والمرأة، وتحسين ظروف تعليم الأطفال من أسر المهاجرين والفئات الأقل حظًا. تقول في هذا الصدد: *”العدالة، المساواة، والتضامن قيم راسخة في عملي. أنا هنا لأنني أؤمن بأن السياسة يجب أن تكون أداة للتغيير الإيجابي في حياة الناس، خاصة الفئات الأكثر هشاشة.”*
كعضو في لجنة التربية والتعليم، تضع نعيمة العيساوي تحسين جودة التعليم للأطفال على رأس أولوياتها، مع التركيز على مكافحة التهميش الذي يواجهه أبناء المهاجرين. *”التعليم هو مفتاح الاندماج. يجب أن نحارب التفاوت بين أحياء المدينة، ونضمن أن كل طفل، بغض النظر عن خلفيته، يحصل على فرص متساوية”*، تؤكد نعيمة العيساوي.
تحديات القطاع العام والسياسات الحكومية
بفضل خبرتها الواسعة في التخطيط المالي ومراقبة أعمال القطاع العام، تدرك العيساوي حجم التحديات التي تواجه المدينة. *”هناك إرادة محلية لتحسين الرفاهية، لكن السياسات الحكومية أحيانًا تشكل عائقًا. نحتاج إلى إرادة جماعية وجهود مشتركة لتجاوز هذه الصعوبات”، تقول نعيمة العيساوي.
وتضيف السيدة العيساوي لكاب 24 “فانتا مدينة تنمو بسرعة، ومسؤوليتنا هي ضمان أن هذا النمو لا يترك أحدًا خلف الركب. نحتاج إلى تمويل عادل للخدمات البلدية، خاصة في الأحياء الأكثر احتياجًا.”*
رؤية لمستقبل فانتا: مدينة للجميع
تتخيل العيساوي فانتا المستقبل كـ “مدينة مزدهرة، يعيش فيها كل مواطن حياة كريمة”*، لكنها تشدد على أن تحقيق هذا الهدف يتطلب:
– تعزيز التعددية الثقافية عبر حوار دائم مع الجاليات.
– خلق فرص عمل تقلل من الفوارق الاقتصادية.
– ضمان خدمات بلدية شاملة، خاصة في مجالات التعليم والرعاية الاجتماعية.
إنجازاتها وخبرتها السياسية
تمتلك العيساوي سجلًا حافلًا من العمل السياسي والجمعوي، حيث شغلت سابقًا منصب نائبة رئيس دائرة الحزب في فانتا، وعضوية مجلس التعليم، بالإضافة إلى عضويتها في غرفة شؤون الأفراد والمجلس الاستشاري للتعددية الثقافية. كما شغلت منصب نائبة عضو في إدارة الوقاية المدنية بولاية وسط “أوسيما”، وهي عضو في إدارة جمعية “هاكونيلا” الدولية.
لماذا ترشحها لولاية ثانية؟
“لأن العمل لم يكتمل بعد”، تجيب العيساوي بصراحة. “واجهنا تحديات كبيرة في الولاية الأولى، من جائحة كورونا إلى أزمات الاندماج، لكننا حققنا خطوات مهمة. الآن، أريد مواصلة الضغط من أجل سياسات أكثر إنصافًا.”
وتختم بدعوة إلى الناخبين: “أحتاج إلى دعمكم لضمان أن تظل فانتا مدينة للجميع. معًا، يمكننا صنع فرق حقيقي.”
نعيمة العيساوي ليست مجرد سياسية تنتمي إلى الجالية المغربية، بل هي نموذج للمهاجر الناجح الذي يحوّل تحديات الاندماج إلى فرص لبناء مجتمع أكثر تلاحمًا. في ولايتها الثانية، تأمل أن تكتب فصلًا جديدًا من الإنجازات، ليس فقط لأبناء جاليتها، بل لكل سكان فانتا الذين يحلمون بمدينة أكثر عدالة.
في ختام حديثها، توجهت العيساوي برسالة إلى الجالية وساكنة فانتا قائلة: نحتاج إلى تضامنكم ودعمكم لمواصلة هذا العمل. صوتكم هو وسيلتنا لتحقيق المزيد من الإنجازات. وأكدت أن انتصارها في الانتخابات سيكون انتصارًا لكل الأسر التي تطمح إلى حياة كريمة في فنلندا
نعيمة العيساوي ليست مجرد سياسية تترشح لولاية ثانية، بل هي صوت للمهاجرين فقط حتا لساكنة فانتا ومدافعة عن حقوقهم. ولا شك أن إعادة انتخابها ستمنحها فرصة أكبر لتعزيز العدالة الاجتماعية وبناء جسور الثقة بين البلدية والمجتمع المتعدد الثقافات في فانتا
